مشتهى عوض الكريم
يتدفق الخوف من على تلّ خلاياك المُتحجرة، تلتقطهُ حِبالك الصوتية، يتوقف لبِرهة عند حنجرتك، يجدِ حاجز يتخطاهُ ثم يدخُل، لا يُلقي السلام على أعماقك يمضي لتوهِ فحسب.
يُقبلُ قلبك بقوة، ثم بعدها تبدأ العاصفة.
غضبانٌ هو يأخذُ جسدك كحقل تجارُب، يصفعك وأنت على قيد الحياة، يقتُلك ثم يُعيد الشُعور بداخلك، مثلهُ مثل الشيطان الرجيم، يهمسُ في أُذنيك ببطء، ثم يتركك ويُغادر غارقًا في معْصِيتك.
تُصيبك الرجفة، تُصاب بالخوف، وتضيعُ ذاكرتك في هلاك الماضي، يتطايرْ عقلك الباطن في سماءِ الخيال، ثم تسقُط، يُعينك بُكاء أخرص في كل لحظة، أصابِعك تتخلى عن الإمساك بالأقلام وتغوصُ في مفارقاتِ الهوية.
تتقمصّ الخوف ثم تمضي بهِ للتوّ، يُدرِكُك الهلاك، تُعانقه فيبتسِمْ لك.
ما بالك تُغامر في رحلةٍ نهايتها محسُومة؟
تُجاهر بأخطائك وتستمتع، تتصفح الكُتب وأنت أعمى، تستشعر اللاشيء، وتُقبل الرِياح المُوسمية.
عزيزي لا تهتم ..
كل ما قد قِيل في أول النص هو عبارة عن مدخلٍ للنص، لذا قد تظُن أنها كلمات خالية من الشعور.
يُؤسفني أن أقول لك أنك تحملُ نُطفتك التي تكونت منها بداخلك للأبد، أنت لست عاديًا، وجودك بالعالم ليس محضْ صُدفة.
أنفاسُك تتزايد مع مُرور الزمن، ضربات قلبك تتزايد ربما أنت تشعُر بها اليوم، غدًا تنساها وتنساك.
النسيان لم يُعرف للشعور بهِ فحسب، بل عُرف أيضًا للتذكير بخيباتك التي سارعتَ للوصول إليها بدون مُعاناة، هي الآن هناك تسخرُ مِنك، ولكن فمن أنت إن لم تصفعها وترمي بها في خلايا النسيان التي تمشي في عُروقِك؟
الوقت الآن ليس كافي لتفصيل النص، ولكن هنالك الكثير من الوقت للرجوع لأول كلمة وربطها بأحداث حياتِك.