أحمد مصطفى
وكنتُ أشتاق لرؤيتك كل يوم مرّة
فأصبحت أهوى أيامي معك
وكنتُ أعلم أنك تأخذين قلبي من أول نظرة
فلستُ بقلقٍ عليه إن كان معك
إن قلت بعدك أكون في ضياع
ربما تظنين أن بي بعض المبالغة
وأستخدم حصيلتي اللغوية
حتى أجذبك إليّ
فلن أقولها
وإن قلتُ عنكِ أنك متاع
إذًا أنتِ لغرضٍ ما في حياتي
ولا أراك كذلك
فإني أراك جلّ حياتي
لذلك ترينّني أبدأ في جمع الأشياء
التي تقويني عند غيابك
أستأذنك ألّا تعودي
عندما تتركيني لا تعودي
و دعيني لا أوفِ بعهودي
و دعيني أضمّ نفسي
وتراب الأرض
و دعيني أتيه فيها
ولا أعلم ماهي أهدافي
و دعيني أنتظر وفاتي
أي نعم، فإنني لم أمت عند رحيلك
لحظة الوداع لم تفعليها
فلم أمت
رحلتِ وأنتِ جميلة في عيني
فلا تعودي
حتى لا أبغضك
لا تعودي
لأنك مازلتِ معي
لا تعودي
فلن أحبّ التكرار
إبريقٌ على النار
الغليان لقلبي لا الماء
وأصبّ كأس الشاي
لا أنتظره حتى يبرد
بل أرتشفه ساخنًا
حتى يحرق جوفي
فأهدأ قليلًا
قال لي طبيبي النّفسي
ألّا أتتبع أخبارك
وأن أحذف كل ماهو بيننا
من صور ورسائل
وأن أقذف بالهدايا
في القمامة
تُرى هل فعلتِ ذلك أيضًا؟
أم أنها نصائح مجنونة منه؟
سآتي منزلك، حتى أتأكد من ذلك
سأفتّش خلف جدرانه
وأذهب لصديقاتك وأسألهنّ
سأفعل من أجل الذكرى كل شيء
وإن كنتِ قد قذفتي بهم
فذلك من حسن حظي
أن أجمعهم مرة أخرى
حتى أبكي على هدايايا وهداياك
بالوقت ذاته
دعيني أخبرك كيف تسير أموري بعدك
رغم أنه بالتأكيد أواخر اهتماماتك
سأذهب للجريدة التي أكتب بها
وأدوّن كل لحظاتنا
من أول ثانية لآخر ثانية
بعيدًا عن مشاعري
أريد أن أصف مشاعرنا فقط
وأذهب إلى مقر عملي
وأهدي ذاتي صباح كل يوم
باقة من الزهور التي تحبينها
حتى أشعر بوجودك
وأذهب إلى سريري عند النوم
وأنا بجانب ملفّ الذكريات
بالمناسبة، هنالك ذكريات بيننا
قبل أن أبدي لك إعجابي وحبّي
ولكنك لا تعلمين عنها شيئًا
حتى أنني كنت أفكّر أن أطلب من معارفك
الكثير من المعلومات عنك
حتى أكون على صلة كبيرة بك
أكبر من التي كنت عليها وأنا معك
ولكن خشيتُ أن يزعجك هذا
فلم أفعله
ولكنك معي الآن
أكثر مما كنتِ معي
فلا تعودي
لا أريد أن تلطّخ الصورة
التي رسمتها لك في مخيلتي
وأما عن مشاعري
التي لن تسألي عنها
فقد انسلخت منّي
أفعل الأشياء دون حماسة
أفعل كل شيء بكل حزن
ولا أُشعرك بالذنب في ذلك
كان يمكنني أن أعشق مرتين
واخترتك في المرتين
يؤسفني، أنكِ لن تضمينني إليك
حين وفاتي.
