بقلم /انتصار عمار
أرى الزمان يأتيني معك، يصحبني معه بنزهة طويلة، أجول فيها بساتين السعادة.
ويقتطف لي من كل بستان
زهرة، أستنشق عطر شذاها،
ويجول بي في مدن العاشقين.
لأرى قصور أحلامهم، وبروج أمانيهم.
وأجلس معهم، وأرى كلمات الهوى تتراقص بأعينهم،
بسمات، ضحكات، وعناق أمانيّ.
تشابك أيادٍ، ولوحات أحلام، نسيم أشعار، وحلو لقاء.
أحسست أني منهم، لست غريبًا
عنهم، لكن هواي، عشقي، وقلبي يختلف.
أو تعلم؟
وددت لو أنك مكان قلبي، لأرحتني، ما أردتك داخل قلبي، بل أردتك قلبي.
أو تعلم أني أغار عليك من يديك إذا مرت بخديك!
من كلك أغار عليك، من أنفاسك، ومن كل جوارحك!
أغار عليك مني، وأنت مني،
أو تأتي لتسابقني !
لن تستطيع أن تصمد أمام هواي، فهواي جارف ثائر، مجنون، كالبحر، تخطفك أمواجه.
وتخفيك داخلها، فتحيا عالمًا
آخر، ليس به سواي، لن تتنفس
إلا كلماتي، لن تُسقى إلا عذب ألحاني، لن ترويك سوى عيناي، ولن تبيت إلا داخلي.
سأقصيك عن كل العيون،
وأُخفيك داخلي، ستُحيطك جنبات قلبي، ستعلق معلقة هواي، المنسوجة من حرير كلماتك، على جدران الزمان.
أو تصمد!
لن تقرأ سوى دواويني، وتكون أنت مدونتي، سأكون معطفك الذي يلتف وعنقك، كي يُشعرك بالدفء في ليلة قارسة الشتاء.
وخماسين ربيعٍ، إذا ما خاطب ناظريك غير هواي، وونيسك، وجليسك في ليالي سمرٍ طوال.
وأكون قلمك الذي ترسم
به أحرف الهوى أشعارًا،
و عبير أنفاسك، التي تتأرجح
بين شهيقٍ، وزفير، حتى لا تستطيع العيش بدوني.
أو تصمد؟
حين يجف الماء من الأخضر، واليابس، وتمطر السماء أوجاعًا، ويُخط الزمان روايات حزينة، ويسكب دراما النهاية في نهر الحياة.
حين تغيب البسمة، وتسافر الملامح، ويرتحل الحنين، ويعز اللقاء، ويفنى البقاء، ويموت الصديق.
حينما يخلو الوجود من حولك، إلا منى، وتتطاير صفحات الحياة، في مهب الريح، ولا يبقى إلا هواي.
وأكون شمسك وقمرك، سماءك، وأرضك، حلك، وترحالك، زادك، ونبضك.
أجيبني يا رجلًا، ما عشقت عيني
سواه، ولم تكفني فيه كل كلمات الهوى، التي قيلت، وسوف تقال.
أعلم أني ثائر على كل هوىً دون
هواي، وكل عشق دون جنوني،
لكني أعشق الترحال في عينيك، وسكنى ثنايا قلبك.
ووحدي العاشق المجنون بكل مدن العاشقين، صاحب الناي الحزين، الذي يعزف على وتر فؤادي.
أعدني إليك، كي أستعيد فيك
توازني، فكلما أدرت عني وجهك اغتربت، فقلبي لا يحيا
إلا وبوصلة هواك.