سامح بسيوني
لا أرى في الكون الا زوجتي، فهي الأولى والثانية والثالثة والرابعة، أليست هي الضاحكة الباكية الحكيمة الراشدة؟
فهي دربي وسندي في معيشتي وهي أم اولادي ورفيقة أيامي وضياء الليالي وعزة فخري وقوة ثروتي.
أخذتها وهي صغيرة، فكبرت في قلبي قبل عيني، وتحملت معي مصائب الحياة فكانت سهمي عند النوازلِ، رأيت في عطفها وحنانها جنة الخلد صوتها في البيت يبعث الطمأنينة عند الفزع، وخطواتها تزيدنا ثقة في حياة مليئة بالكدر، وعند نومها ينطفأ السراج ويعم الظلام في الليل ولا نشعر بالدفء إلا عندما تستيقظ عند الفجر.
فكم من ليال سهرت وأخذت من صحتها لتربي صغارها وتنمي فيهم الفكر والعقل!
حبيبتي أتنفس فيكِ روحي بل وأرى فيكِ روحي الغائبة، صوتكِ هو حياتي، ونظرت عينكِ هي منالي حديثكِ حلم لا أحب أن أستيقظ منه، خطواتكِ هي بستاني صمتكِ يذبحني مشيتك تجعلني أرقص من قلبي ويزداد حناني.
أاتذكرين عندما كنا نتقابل عند شجرة التوت؟! والقمر يزين سماء حبنا والحنين يظللنا والعشق والغرام يحوم من حولنا وصوت الكروان يكمل لوحة الحب من جانبنا وعند غروب الشمس في وقت الأصيل تودعنا الشمس بقبلة على شفاه الحب فينغمس الفؤاد بالوعة وحَمام.
وعندما تنزل دموعك التقيها بفؤادي وقلبي ينزف دمعًا وٱخذك في أحضاني وأتنفس عبيركِ وأشواقي.
أتذكرين يوم تقابلنا على شاطيء الغرام، ونظراتكِ توحي باشتياق، فأخذتكِ من يدكِ ونزلنا في بحر واسع الوجدان، وأمواجه تقذفنا هنا وهناك ونضحك ضحكات تعلو إلى أعلى السحاب، وعندما يهدأ الموج تكون عيني في عينك لا أرى في الكون غيرك، ولا نخرج إلا عند غروب الشمس فنجلس على الشاطيء وقلبي محاط بك أخاف عليكِ من الكون ولا نفيق من غفلتنا الا عند الفجر، فيا رفيقة دربي كوني لي سندًا وعونًا وحبًا فأنا لا أرى في الكون غيرك.