ابداعات

آخر قطرة مطر

 

آية عبده أحمد 

 

 

في الحقيقة لطالما نافستُ الورد في الرّقة، لكن البشر يجبرون الكائنات اللطيفة؛ كي تتحول إلى وحشٍ قاسٍ، هو حدّ معيّن، ثم بعده أقسو كما لو أنني الشوك الذي يحيط بالورد؛ لذا إحذر! 

 

 

 

خط رفيع إذا انقطع، ستجدني أتلاشى،

أتبخر رغم أنني موجودة، ولكن كالأطياف!

لن تستطيع الأيادي أن تُمسك بي، سأسمع

الصراخ العالي، والوعود المتأخرة، وأختفي؛ فالأطياف لا وجود لها.

 

 

 

هكذا توالت الأيام الصعبة، كأنها آلاف الأعوام، كل هذا الوقت مضى وأنا أزداد في اللا مبالاة والبرود والقسوة، إلى أن جاء ذاك اليوم، لقد تغيّر كل شيء فجأة وبدون سابق إنذار، حين ربّتت على كتفي قطرات المطر.

 

 

 

 زال الكثير من التعب، وتناسيتُ الكثير من الهموم، واختفت الأشواك عني شيئًا فشيئًا، ورأيتُ انعكاس صورتي في قطرات المطر التي تجمّعت أمامي، كأنها تريد أن تخبرني بأنني جميلة، فابتسمتُ طوعًا.

 

 

 

  جعلتني طوعًا أغرق في الحب، ولا أعلم ما علاقة المطر به، في كل قطرة كنتُ أرى ملامحه بوضوح، أقسى ما يواجهه الورد أن يقطفه أحد المارة، وفي تلك اللحظة تذكرتُ كيف يعاملني هو؟

وكيف يُبعد الأيادي التي تحاول قطفي؟

 

 

 

قلتُ لقطرات المطر: 

يومًا ما سأُخبركم بأنني نلتُ مَن أُحب، ذلك الذي لطالما دثّرته في دعواتي، تحت المطر، عند السجود، بين الآذان والإقامة، وفي كل حين، لقد كان ينقذني الله به في كل مرة.

 

 

 

 مع آخر قطرة مطر سقطت على وجهي، فمسحت أثر دموعي، وتركت المجال لغمّازتيّ كي يتصدّرا المشهد، وسبحان مَن يجعل المطر مُسكنًا للألم، وجرعة طمأنينة، ومصدر أمان يسري في أوصالنا عند هطوله!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!