كتبت / مريم مصطفى
ودعت محافظة البحيرة، اليوم الأربعاء، أحد أبرز رموز تحفيظ وتعليم القرآن الكريم، الشيخ محمد مغازي شتا، الذي وافته المنية بعد رحلة طويلة من العطاء في ميادين التعليم الأزهري وتدريس القراءات بمعهد قراءات دمنهور، ليختتم حياته تاركًا إرثًا علميًا وروحيًا خالدًا في نفوس تلاميذه ومحبيه.
الشيخ محمد مغازي شتا كان من العلماء المخلصين الذين أفنوا أعمارهم في تعليم كتاب الله ونشر علومه بين الأجيال، عُرف بإتقانه لأحكام التجويد، وبتواضعه الجم، وحرصه الدائم على غرس القيم القرآنية في نفوس طلابه.
ولم يكن مجرد معلم للقرآن، بل قدوة في السلوك والخلق والإخلاص، جعل من دروسه منارة تهدي المئات من طلاب العلم في دمنهور ومحافظات مصر المختلفة.
جنازة مهيبة وحزن واسع بين الأهالي
ومن المقرر أن يُشيّع جثمان الفقيد اليوم من مسقط رأسه بقرية أبو مندور التابعة لمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، وسط مشاركة واسعة من تلاميذه ومحبيه، وأبناء القرى المجاورة، في جنازة مهيبة تليق بمكانته كأحد أعلام تحفيظ القرآن الكريم في دلتا مصر.
وقد عمّ الحزن أرجاء دمنهور ودسوق عقب إعلان نبأ الوفاة، إذ تداول العشرات من طلابه كلمات النعي والدعاء له عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مشيدين بما قدمه من علم وجهد وإخلاص على مدار عقود، في خدمة كتاب الله تعالى.
قدوة في الأخلاق والعلم
كان الشيخ شتا مثالًا للعالم الزاهد الذي جمع بين العلم والعمل، فلم تغره المناصب أو الشهرة، بل ظل على نهجه البسيط، يؤدي رسالته بهدوء وإخلاص.
وترك أثرًا طيبًا في كل مكان حلّ فيه، سواء في المعاهد الأزهرية أو حلقات التحفيظ التي أقامها داخل المساجد.
وأكد عدد من زملائه أن الفقيد كان يتمتع بذاكرة قوية وصوت خاشع في تلاوة القرآن، وأنه خرّج أجيالًا كثيرة من الحفّاظ والمعلمين، ما يجعل اسمه باقٍ في ذاكرة أبناء البحيرة وكفر الشيخ.
رحم الله من علّم الناس الخير
رحل الشيخ محمد مغازي شتا، لكن سيرته ستظل باقية في قلوب من عرفوه، ومآثره ستظل شاهدة على حياته الزاخرة بالخير والعطاء.
إنا لله وإنا إليه راجعون.