ابداعات

عجلة الحياة

 

أسماء وليد الجرايحي 

 

ذات ليلةٍ حين كنت على موعدٍ مع قطارٍ بعد الفجر مباشرةً، فباشرت بتحديد وقت للتنبيه قبل الفجر بساعةٍ تقريبًا، ولكن… لم يحن لي نومٌ تلك الليلة فكان عقلي هو منبهي

 

 

 

 فقمت مسرعةً قبل التنبيه بدقائق ثم بدأت بتجهيز أدواتي، وفجأة عجبت عند سماع أذان الفجر يصدع في الآفاق فلم يمر على ذهني إلا بضع دقائق،…

ثم ختمت تجهيزاتي سريعًا وأخذت للذهاب مهرولة

 

 

 

 وما إن لبثت إلا بضع دقائق حتى وصلت إلى محطة القطار… فلم أسمع صوتًا!…

لوهلة ظننت أنه قد غادر، ولكني تيقنت عندما لم أجد أحدًا…وحينها لم يعد أمامي سوى أن أنتظر الذى يليه إما أن أن أذهب في مواصلة أخرى…فجلست برهةً من الوقت وإذا بي أسمع صوت قطار أخر، نعم إنه قطاري الذي سأسافر به، وما أن مرت دقائق معدودة إلا أجد نفسي مجبرة على النزول إلى المحطة الأخيرة،…

وعندها لم أصل إلا عند الانتهاء من المحاضرة الأولى

 

 

 

 واصلت سيري إلى الجامعة، فما إن وصلت إلا أني رأيت الأستاذ ينهي المحاضرة، وما أن استههلت بالإدراك واليوم ينهي ساعاته…

ومع مرور بضع لحظاتٍ تقريبًا ولا زلت ألتقط أنفاسي؛ لأدرك ما حدث إلا وأجد نفسي في صباحٍ جديد يتطلب على احتياجاتٍ مختلفة…

 

 

 

وها هي أيامي جميعًا تمر أمامي يومًا يليه الآخر، فما أكاد لأفيق من ضروريات الأول إلا ويباغتني الآخر بمقتضياته، فلم أزل في حيرة من أمري هل أنجز بعضًا من مهام الأول أم ابقى في الذي عليه وأحاول الاستدراك ولا أزال على ذالك الحال إلا ويفاجأني يومً جديد بلوازم أخرى، وها هي حياتي على مثل ذاك الأمر تمر على عجلة وأنا أيضًا على تلك الحيرة!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!