سامح بسيوني
مع نسمات فجر مليء بالأمنيات والآمال، خرجت وأنا أحتمي بمعطفي من شدة البرد القارس، أتجول بين الحقول والأشجار.
في ظل تأملاتي، لاحظت صيادًا يضع شبكته لصيد، وعصفور يصدر أجمل الألحان علي غصن شجرة الزيتون، يخرج من عشه يطير هنا وهناك ثم يعود بكل حرية إلى عشه، فتأملت معه معني الحرية، وكيف أن الله خلقها مع كل كائن حي!
وما أن وقع هذا الطائر الضعيف، في شباك الصياد تحول هذا الطائر من غبطة إلى حزن ومن صوت يصدر أجمل الألحان، إلى صوت شجي يشكو إلى بعبرة وحمام، فتمنيت أن أكون سليمان لأفهم ما يقول وأترجمه للبشرية جمعاء؛ حتى يتوقف ظلم الإنسان للإنسان، ونحول الأرض إن شئنا إلى جنة الفردوس والرضوان بإذن من الرحمن.
وأسلمت رأسي وقلت لنفسي وهل يفهم الطائر معني الحرية؟
أجل لقد تحول أمره بعد صيده من فرح إلى حزن، ومن غبطة إلى كدر وشجون، ومن صوت مليء بالآمال والأمنيات إلى صوت شجي تقشعر له الأبدان.
إنها الحرية التي فقدها الإنسان وغابت مع غروب شمسها، ولم نراها إلا على أغصان الأشجار يتنعم بها الطير وحرم منها الإنسان.
ستظل الحرية هي شمس تسطع على الكون محملة لنا الآمال، والأمنيات في غد مشرق مليء بالحب والوئام، فالذي حرم منها يعيش في ظلمة حالكة الظلام.
ففاقد الحرية حاله كحال اللعب في أيدي الأطفال يحركونها كما يشاءون، ويقذفونها كما يريدون، وطالبها ليس بمستجد ولا شحاذ، وإنما يطلب حق من حقوقه التي سلبتها المطامع البشرية، وظلم الإنسان للإنسان.
سنسعى لتلك الحرية رغم الضباب والصعاب، ورغم المطامع والاحتكار، في عزيمة تفوق الجبال والتلال.
وسأقف على شاطيء الأحلام؛ منتظرًا سفينة العدل، وقائدها عمر بلا ريب أو خسران، ينشر عدلًا غاب عن الإنسان وينشر الطمأنينة في قلوب يئست من الظلم والطغيان.
فهيا يا سفينة العدل والمساواة¡، اقتربي من شاطيء الأحلام، فكلنا في انتظاركِ، نريد نجاة؛ تخرجنا من بئر الأعماق، ونستيقظ على شمس الحرية، ونأمل ألا تغيب عن الإنسان!