آية عبده أحمد
من إحدى بقاع إفريقيا كانت نشأتي، ثم تدرجتُ في مراحل حياتي المليئة بالمغامرات، أضحك مرة وأبكي مرتين وأمضي في طريقي كأن شيئًا لم يكن، أما التعليم فقد تلقّيته من مدرسة الحياة، وخبرات كبار السن عندما أستمع إلى تجاربهم.
هنا في هذه البقعة من الأرض تكون أسيرًا للدهشة دومًا، حيث تجد بها الكثير من المميزات، أما أنا فيميّزني سماري الذي اكتسبته بسبب شمس بلادي، وملامحي المختلفة رغم أني حبة بن مثل غيري من حبات البن، إلا أنني مُبهرة ومليئة بالشغف نحو الحياة.
يكمن السر في مقدرتي على إخفاء حزني، والابتسامة التي نادرًا ما تفارقني، كما يرافقني كظلي الإلهام الذي يدفعني للكتابة، أجل أنا حبة بن يختل الكَيف بسببي، وأُبعثر كيان كل مَن يصادفني، وأكتب كل ما يحدث معي أو حتى تلك الأحداث التي أتخيلها؛ لأحكيه في جِلسة قهوة.
تحسبني صغيرة، لكن عندما تقترب ستضطرب من ثباتي، وعزمي وحبي للحياة، ومواجهتي للموت مرات عديدة، فحياتي محفوفة بالمخاطر بيد أن الجميع يحسبونها مليئة بالنعيم، لكن لا أحد يعلم الحقيقة كاملة، أتعي ماهية أن تكون حبة بن وينتهي المطاف بك كقهوة؟
أخذتني الحياة من مَهدي إلى رحلة مع رفاقي وإخوتي، كنا حُفنة وعند وصولنا لمكان ما وجدنا أن عددنا أكثر بكثير، وبدأت الامتحانات بعد أن تم انتقاءنا بعناية، ثم إلى التحميص والطحن، أما البقية في انتظار دورهم، بعضنا يتم رميه إذا وجد بنا عيب خلقي، أو حين نفِرُّ سهوًا من بين المطاحن.
ينتهي المطاف بنا بإعدادنا على هيئة قهوة أو مُختَلَف المشروبات الساخنة والباردة، أحيانًا يتم استخدامنا في الحلويات أو بعض المستحضرات التجميلية، كذلك نختلف مثل البشر في طِباعنا، وسُحنتنا وعادات أوطاننا، والكثير من التفاصيل المشتركة بيننا وبينكم، هذا جزء من تجربة حياة حبات البن.