بقلم: ندى يحيى
بعد المرات المتتالية والمحاولات المميتة في كتمان هذا الخراب الذي اجتاح ما بيننا، انفجرنا هنا من المواجهة الأولى،كل تلك الكلمات التي طالما خاف كلانا من قولها حتى لا تقطع الشعرة الباقية. هراء يبرر به الآخرين خوفهم من المواجهة وربما نبرر نحن أيضًا لأنفسنا أننا نهاب الخسارة ونفشل في التأقلم على الفراغ الذي يتركه كل الراحلين ولكن تلك المرة لم يكن هناك فرصة أخرى للهروب فالمواجهة أصبحت أمرًا حتميًا وإما أن ننقسم بعدها أو نلتحم وكأن الخراب لم يمس حتى أطراف علاقتنا .
بدأت أصواتنا تعلو وتعلو ويحتد بيننا النقاش رأيت ملامح الخوف علينا شممتها حتى في الأجواء المحيطة بنا،أعرف بأنه رغم الانفجارات البركانية تلك التي يبدو فيها الأشخاص وكأنهم وحووش لا تعرف معنى الحب إلا أننا بشر نخشى أن يُفلت الآخرين أيدينا حتى وإن تفوهنا بتلك الكلمات التي نبرز بها أننا أقوياء ولا نهاب ردود الأفعال بعد تلك الانفجارات، سمعت كثيرًا في تلك النقاشات الحادة كلمات تبدو نسخة طبق الأصل من بعضها رغم اختلاف المواقف والأشخاص مثل ” لن يجبرني أحد على فعل مالا أحبه، كل أسبابي تستحق، لا أخشى الخسارة، لدي مائة صديق لن تقف عليك.
كلمات من ذلك القبيل وكأن الجميع وقت المواجهة يخشون أن تُكشف الستائر عن ضعفهم وعن حقيقة خوفهم وكأنهم يُصرون على إنكار طبيعة البشر أننا نحب، ونخاف ونكره الوحدة، وإن قررنا إفلات أيادي الأحباب لن تتركنا ذكرياتهم .
أعرف جيدًا تلك الملامح المرتجفة والأيادي المرتعشة والأعين المليئة بغرغرة الدموع كل تلك الأشياء التي تمنعني كل مرة من إفلات أيادي الأحباب رغم السقوط والجفاء والبرود الذي يجتاحنا في كثير من الأحيان ولكن رغم كل ذلك الذعر الذي يجتاحنا وقت الانفجارات إلا أنه مطمئن أننا مازلنا نكترث لخسارة بعضنا.
نخشى شيئًا ما علينا لأعلم حينها أن العلاقات رغم تعقيدها إلا أنها متاهة بابها قريب والوصول لمنطقة آمنة بها أمر ليس معقدًا إلى الحد المميت ولكن في كثير من الأحيان نحتاج إلى أن ننفجر وأن نكسر الحواجز، وأن نجازف بشيء ما بيننا لنختبر مدى استحقاق بقاءنا سويًا، ورغم عدم إيماني بوجوب الفرصة الثانية إلا أنني أقدس المحاولات ورغم ثقلها في كثير من الأحيان ولكن لأن الحب يستحق فالمحاولات أيضًا واجبة بين الأحباب لتحفظ الود.