آلاء محمود الدكر
لا ينقضي الوقت، وكأن عقارب الساعة شُلَّت فبَطُأت سرعتها، لأول مرة أشعر بأن نهارات الشتاء كئيبة، مملة! تُرى هل كَبُرت لهذا الحد؟ للحد الذي يجعلني أُفضل البقاء تحت غطاء فِراشي أطول مدة ممكنة، بينما كنت في السابق أُسارع لتحضير قهوتي والجلوس بجانب الشرفة المطلة على الشارع لمتابعة الجو الغائم أو تساقط المطر، بينما تصدح فيروز ممجدة الشتاء وصباحاته في الخلفية.
كم تغيرت يا تُرى؟ كم تبدلت قوائم ما أحب إلى ما أمقُت؟ أشعر حتى بأن رغبتي في الحياة تندثر شيئًا فشيئًا، هدنة من كل شيء، من الفوضى التي تلهو في رأسي، من أسئلة الصغار التي لا تتوقف عن القدوم، من الإحساس بالأشياء والأحداث، غارقة في سكون تام.
بينما في الحقيقةِ يزاحمني الرضا، ولو أنّ الأيام لا تسير كما أحب، أو كما أشتهي، أو كما ينبغي عليها أن تكون، لكنني وحيث أكون هنا، أجلس برضا لا ينتابني فيه سخط، ولا جزع، رضا من خسر كل الأشياء وملك نفسه، شعور الرضا يجعلني أصر على أن أكمل الطريق بسكينة وهدوء، لم ألتفت للخلف ولا ثانية واحدة، بل لم أفكر حتى الإلتفات.
ربما تنهار أمانينا، ونستيقظ من أحلامنا على واقعٍ مغاير تمامًا لها، لكننا هنا غارقون في الرضا.