لُجين سامح.
على سطحِ سفينةٍ مثقوبة،
خرقتها المشاعر،
تجلسُ أنتَ وطاقمُ الوحدة،
تنقل بصرك بين السماء والسماء-لترفّه عن خوفك-،
تفقدُ بوصلتكَ في عرضِ الحياة،
تبحثُ عن طوقِ نجاة،
الغرق اقترب،
المياه تتسلل إلى قدميك،
أملُك في الحياة صار خرقة – مُبتلة بشكلٍ قاسٍ-،
الصقرُ الجريحُ على الشِراع،
يعزفُ من أجلكَ لحنَ الوداع،
مشاعرُك صارت ضبابًا،
البدرُ اكتمل،
الأمطار تتحول بمرور الوقتِ إلى بُكاء،
الرعدُ صراخ،
والبرقُ خوفٌ مضطرب،
مشاعركَ عاصفة،
حبل أحلامك انقطع،
النجاة أصبحت سراب!
على سطحِ سفينةٍ مثقوبة،
كلتا الدفتين أنت،
لا تجديفَ لأنّك غارق،
لا محاولة لأنك في كلا الحالتين ميت،
رياحُ القلقِ تعصف من كل اتجّاه،
وأنت! أنت كما أنت، تنظرُ نحو البعيد-أمنية هاربة-،
تحاول الصمودَ من أجل البقاء،
الخروجَ من مياهِ الأيام،
السلام معَ الطبيعةِ الغاضبة،
لكن أنت كما أنت!
لا تغرقك المياه،
بل تلبث في بطنِ الحوتِ،
مئة سنة أو تزيد.
تعيشُ كهلاً في الظلام،
ثمّ شيخًا، ثمّ جثة هامدة.. شاخصة البصر نحو السماء-بطن الحوت-، وتبتسم!