ابداعاتخواطر

شعورٌ بالفطرة

أحمد مصطفى 

 

في كل مساء شتويّ

يمر بجانبي الصقيع

ويندثر من فوقي الجليد

والرياح تلفح وجهي 

ولا يؤثر بي غير أن أشعر بخطواتك 

 

في بيتي القديم 

سلة ذكريات

وحبوب لقاح النبات 

وصورتي بعد انتهاء المسيرة الدراسية 

وأوّل صورة لآخر لحظة مع صديق وفيّ

إلا أن كل هذه التفاهات 

تتبخر

عندما تلمح أنظاري ابتسامتك المعلقة في الصور

 

عند أول لقاء 

أخبرتك أنني وُلدت في السادسة صباحًا 

كما قالت أمي

إلّا أنك تحرفين قولها

في كل مرّة تقبّلينني فيها 

 

أتعمّد شراء الكثير من الملابس لنفسي 

والعطور إليك

حتّى تتجمّلين بها

وتبقى رائحتك في ملابسي 

فلا أحتاج لأن يمدحني أحد

يكفيني أن عطرك قَبِل أن يرافقني 

 

أبيْتُ أن أبيت خارج منزل عائلتي يومًا 

فكيف أصبحت لا أبيت إلا بجانبك كل يوم؟

أبيْتُ أن أكتب على يدي بالحبر في الصغر

فكيف سمحت لك بطباعة شفتيك بدون تذمّر؟

كنت أحافظ على هاتفي من بصمات الآخرين

إلى أن أصبحت أستمتع عندما تبتسمين له

فيخرج عن صمته ويعطيني تأشيرة دخول

 

لو أُذن لي بوضع قانون في هذا العالم

لأمرتُ أن تزقزق العصافير باسمك 

أو أن تعلّق في الشوارع صورك

فلا أُرهق كل يوم

عندما أكون وحيدًا 

بدون نظرتك 

في شرفتي

أو على مكتبي 

 

بالمناسبة 

لقد ابتعت ساعة جديدة

عليها صورتك، من مؤسسة صنعتها

تحمل اسمك

وأظن أن هذا كله لا يكفي!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!