ابداعاتخواطر

الشوق للإشتياق

أسماء وليد الجرايحي 

 

مع عجلة مُضي الأيام، ومع استحكام الكفاح المادي انتدثرت كثير من الكفاحات، أهمها الكفاح الخيالي، الشعوري، الوجداني، فلم يعد ذاك الكفاح كما كان بل أزعم بأننا اشتياقنا لإسترجاعه يزداد يوماً بعد يوم.

 

كفاح يجمع بين التعب والراحة، مريح ذاك الذي ينتابك عندما ترى شيئا بعيداً تريده وسرعان ما تأخذك الحماسة والخفة للحصول على تلك الشئ، شهيٌ ذاك الذي تجد للحصول عليه نزعة تصارع كل ألم.

 

 ولكن ربما انقلبت بعض المقاييس في العقود الأخيرةِ، فإذا ما وجدنا الشئ متهيأ ربما يطوّقنا القلق، ففي زمنٍ قديم عندما يرغب شخص شراء سيارة جديدة، عنده يهرول إليه اشتياق حقيقي لها فيظل في بذل الجهد والعزم لحين الحصول عليها، فها هي متعة الشوق التي يتخللها شعور ممزوج بمتعةالألم التي طالما اندثرت.

 

إذا تحدثنا عن شخص أخر أراد الذهاب إلى نزهة أو رحلة فمالذي يشعره بمتعة رحلة أو نزهة؟ في الحقيقة هو الشوق بمعني: شوقه للرحلة هو ذات المتعة، ونحن أيضاً إذا تحدثنا عن متعة الرحلة فنقول كانت في طريقها.

 

فشعوري وأنا أجهز وأعد لتلك الرحلة وأيضاً استشعاري بيوم وصولي للفلة التحفية هو المتعة، فإذا وجدنا شخصاً يمتلك فلة على الشاطئ ويذهب إليها وقتما شاء هو في الحقيقة محروم من تلك المتعة التي نتحدث عنها وهي الشوق لرؤية هذه الفلة.

 

فهل حان لذاك الشعور أن يغمرنا من جديد؟؟!

 

وفي الختام لا يسعني أن أذكر لذة شوق ذاك الصحابي الجليل للجنة عندما أمسك بتلك التمرة فسمع نداء الجهاد … فقال بخٍ بخٍ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ما يحملك على قولك بخ بخ؟» قال: لا والله يا رسول الله إلا رجاء أن أكون من أهلها، قال: «فإنك من أهلها» فأخرج تمرات من قرنه، فجعل يأكل منهن، ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل تمراتي هذه إنها لحياة طويلة، فرمى بما كان معه من التمر، ثم قاتلهم حتى قتل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!