ابداعاتخواطر

انتظرك

هاجر متولي 

دائمًا ما يكون هناك لحظة تعادل سنوات حياة، وحب يفوق بقوته كافة المشاعر، ولقاء يبقى في القلب، ولا يُمحى من الذاكرة … في بعض التفاصيل حياة، وفي حياتنا معها موت لأرواحنا.

كنتُ الحقيقة التي مازلت أهرب دومًا منها، وأعي أنك لست هنا، ولكن قلبي يأبى التسليم لذلك، فصرتُ أكذب على الدنيا ونفسي، وأعيش حبك وحدي، فبتُ هشة لا تقوى على رياح الغربة، ولا تقدر على الإعتراف بأن غيابك مؤلم للغاية، فأكتبُ إليك، وأعزف، وأغني، والحقيقة أنني أبكي، أتعبتني تلك الأحلام، وطال دعواتي والتمني بعودتك لي يومًا ما… آه لو ترحل مني… آه لو أنك لك تأتي.

ألم تخبرني أن من يقع أسير حب، هو من استطاع أن يمرر أصابعه بخفة خلال روح محبوبه؛ حتى يزيل جرحه الأكبر برفق، ويسكب حبه في عمق جرحه؛ ولكني لم أتذكر أي جرح عشته قبلك، فوحدك الحب والجرح القاتل.

أثور على قلبي كل يوم، وأتسائل لما أصبح بهذا الضعف، ولما نقض العهد، يا قلبي ألم تعاهدني ألا تميل مع الهوى، فلما تقتلني بسهم فتاك؟

فأخبرني بأنين وشوق: لقد شعرتُ بأن في روحه شيئًا منك يشبهك، وينتمي إليك، فملتُ له.

وكنتُ أطمئن معه، لم أشعر بغربتي عنه، فوجوده يلغي كل المسافات، كدتُ أشعر أنه توأم روحك، وأنه الحقيقة الوحيدة، والشيء الثابت في حياتك.

أيها الغريب العابر، أيها القلب الأسير، أيتها الحياة الظالمة، هل لكم أن تنهوا تلك الحرب التي تفتك بكل أركان كياني، هل لي بهدنة أو بجرعة سلام، هل للقدر أن يحسم الأمر بيننا فيعلن النهاية، أما بلقاء يرد الروح لقلبي، أو ممات الجسد فقد تفتت قلبي إلى أشلاء.

أنتظرك بعدد ساعات الحياة معك، وأفتقدك بكم شوقي لك؛ ولكن ماعدا للصبر مأوى إلا بلقاء يعيد له أتزانه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!