إسماعيل السيد
أوجاعنا كثيرة
أوجاعنا كنهر وبحر.
وجدول
أيامنا رتيبةً
مريرة
كلماتنا ممزقة
كفتاة مشردة
أفكارنا غزيرة
لكنها بلا اتجاه
أحلامنا تتلاعب بها الرياح
نظراتنا ضريرة
لا ترى سوى قذارة السياسة
تجبر المشايخ
ونجاسة الساسة
ننام ملئ الخيبة
نستيقظ ملئ الخيبة
وكل ما يدور في خلدنا
كيف يمضي يومنا بلا ألم
خُلقنا
من ضلع اعوجاج الكون
ومن ضلع
انكسار الحياة
وجدنا التاريخ ..ملوثٌ
بالقذارة
عفوًا اسمها حضارة
عفوًا اسمها جزارة
مسلوخة أجسادنا
أحلامنا
متيمين بعيني أنثى الحرية
وقد ترهبت
وربطة خِمارة
ولدنا في رحم أنثى الخوف
والحرمان
أوجاعنا كثيرة …
كيف لمن ولد في البرية
أن يجد الأمان
وكيف لم تربى
في الغابات
أن ينجب الانسان
من رحمه
من دمه
من دفتره
الممزق اليدان
كيف نخلق عالمًا
يناسب انكسارنا
يناسب احتضارنا
يناسب الزمان
أوجاعنا عميقة
بلا قاع
عيوننا تصارع السماء
إرتفاع
عشقنا أن نكون بين الناس
وأن نكون مثل الناس
ورغم ذلك
ها أنا أضع قناع
وها أنتم
وها هم
وكلنا نعيشُ في الخداع
أضع اسم لا يناسبني
ولقب لا يناسبني
بحروفها المثيرة للشفقة
تريد الحروف فاتورة ارتدائها
تحاسبني
وكيف أقنع الحياة أنني
أستحقها
أنني لها
أوجاعنا كثيرة
والذئاب تنحك الأحلام
بلا أي خوفٍ أو أي اِستحياء
ننام كل يوم
ننام طول اليوم
ولا نرى
لكوابيسنا الكثيرة
بوادر إنتهاء.