ابداعات

ما بين السماء والأرض 

روان خباز الحلبي 

“دِمَشقية”

 

 

 

 

مُنتصف الرمادية مابين النور والظلام، ما بين السواد والبياض، جناح مكسور والآخر جريح، لا يعلم هل يستطيع التحليق ثانية أم أنه سيبقى مدفون بين أراضيه ويقوم بصنع الضريح، المُنتصف سأظل أسميه المُنتصف المُميت، لا وصف يكفيه ولا حروف تنصفه، شمعة مشتعلة كلما شتد عليها الزمان زاد اشتعالها أكثر، كلما شتعلت أكثر أحرقت يد مُمسكها، هل يتتخلى الشخص من شدة الألم؟ أم أنه تخلى عن شعوره بالألم فداء لمحبه؟ أم أنه من. كثرة الألم تخدر جسده ولم يأبه بأي شيء يحدث مهما كانت شدته.

 

 

 

 

أنت لا تعلم لأي جزء تنتمي، هل تنتمي للنور أم الظلام، للسعادة أم الحزن، للحب أم للهيام، لاتدري اي درب تسلك،

كُل شي تعلمه أنك في مُنتصف المُنتصف، لا أرض تُنصفك، ولا سماء ترفعك، مُعلق بين البينين، لا تعلم هل ستُحلق للعالي، أم أنها خيبة جديدة تدفنك مع أخواتها اللواتي تركن ندوبنهن على قلبك قبل جسدك.

 

 

كلاهما مؤلم فلكل ندبة في الحياة أثر مختلف عن الآخر، ندبة الجسد قد يكون ألمها لحظي في الوقت ذاته ولكن في كُل مرة تنظر إليها تسترجع الموقف والشعور والألم، قد تُعالج تلك الندبة فأصبحنا في زمن التطور، ولكن ندبة القلب قُل لي كيف ستُعالجها؟! هل ستقتلع قلبك؟ هل ستقم بكيه لإزالتها؟ أم أنك ستُرقع مكانها وتخفيه بمساحيق الخيالية.

 

 

ندبة القلب لا يعالجها شيء لا الزمان ولا المكان ولا الوقت، 

في كُل مرة تسمع بها أشياء تخدش قلبك تترك ندبة في مكان ما في قلبك ندبة تليها أُخرى تصل لمستوى يختلف من شخص لأخر، فشخص يصل للتبلد، وآخر للحطام، وشخص يجعل ندوبه سلم يصعد عليها، وآخر تجعله سيف سفاح من كثرة ندوبه تحول ل قُنبلة تفجر الذي أمامها إلى أشلاء عن طريق لسانه الذباح، وأنت ياعزيزي مالذي فعلته بدك ندوب

ك؟

 

لا شيء أصعب أن تُعلق بين السماء والأرض، ضياع تشتت 

انفصام ليس شخصي بل انفصام واقعي، فكلما حلقت للعالي أصابك سهمٌ دفنك في عُمق الوادي، مُشتت بين الإقلاع أو قبول الواقع والتماشي مع الشيء الذي ينافي رغبتك،

تناقض كبيرة القلب يريد وعقل يردعه، خيال يجول داخلك يناديك لتُحلق في فضائه، وواقع يقيد حركتك فلا تستطيع الحركة إلا في مساره المرسوم، هل قدر ذلك؟ أم شيء محتوم؟

 

 

 تُرى هل تجري الرياح بما لا تشتهي السُّفُنُ. 

 

أم تجري الرياح كما تجري سفينتُنا 

نحن الرياح ونحن البحر والسفنُ

 

أو يحدث

 لستُ أهتمُّ كيف الرياحُ آتيةٌ

إني وقومي لسنا نملكُ السُّفُنَا. 

 

وهذا الصحيح على ما أعتقد

تجري الرياحُ بما شاءَ الإلهُ لها

للهِ نحنُ وموجُ البحرِ والسُّفُنُ.

Related Articles

Check Also
Close
Back to top button
error: Content is protected !!