روان خباز الحلبي
“دِمَشقية “
في كُل يوم هُنالك مئات المواقف والحكايات التي يكون مُحركها الخذلان ولا يأتي ذلك الخذلان إلى من توقعات لا تبت للواقع بصلة، فكل موقف نتخيله في عقولنا شيء فيرد علينا الواقع بصفعة تردعنا إلى الاشيء.
لا شيء يؤلمني في ذلك سواى، فأنا أساس الألم، أساس الحزن وفريسة الندم وكل ذلك كان من المتوقع غير المُحتم.
في ليلة سواداء حالكة نسماتها باردة ترد الروح، رائحة هوائها مليئة بالهدوء، عطرها المنثور في الأرجاء يبث الحب في النفوس، يحُرك المشاعر لتنثر بذورها في القلوب، علها تكون تلك التُربة صالحة وتنبت فيها ثمرة ذلك الحُب.
في كل موقف نجعل أنفسنا ضحية الخيبات، خذلان يليه آخر وكله يحدث بسبب التوقعات، نقول شيء ونتوقع الرد أن يكون بنفس مقام الشيء، ولكن يأتي الرد لا شيء، فيصبك الحزن والكدر، وتندب القدر وتلوم نفسك ما تبقى من الدهر.
لذلك علينا هدم سقف التوقعات لأن في الواقع لا أحد سيتألم سواك، إن فعلت شيء أو تحدثت عن شيء أو أهديت أي شيء لا تتوقع الرد عليه بنفس مقدار خيالك، اترك الرد يأتي كما يراه صاحبه فلكل صاحب منظوره الخاص.
قد تعطي على قدر الحب وقد تعطي على قدر الشوق، قد تمنح على قدر المعزة، وقد تُمنح على قدر قُدرة الشخص، كل شيء يكون بمقياس، ومقياس الحياة الأقول المصحوبة للأفعال، فما فائدة قول بدون فعل يؤكد صحة كلامة.
تعرف قدرك في قلب غيرك من قوله وفعله، فتلك الأشياء مرآة القلوب، قد تفضح مافيها من عيوب مهما داريت عليها ومسحت أثار الندوب.
وكمان قِيل يؤتى الخذلان على قدر التوقعات، لذلك لا تتوقع شيء من أحد مهما علا قدره في قلبك، فعلى قدر المودة يأتي الألم، وبعد ذلك تدخل في دوامة الندم لا مفرة منها إلى أن تصحب حياتك للعدم.
“ولا تطلُب ماتُحب ممن تُحب فإذا أحبك فعل ما تُحب “