بقلم- جلال الدين محمد:-
حين كنت صغيرًا كان لأبي جملة لا انساها
يقولها كل مرة أرغب فيها بالخروج للعب
أو حين نكون على سفر في مكان لا اعرفه ولا أحفظ شوارعه
“تحرك بحرية ولكن إذا ضللت الطريق توجه للمسجد”.
ظننتها جملة تخص الصغار وحدهم
ولكن هل تعرف ماذا حدث؟
كبرت يا صديقي
تخنقني الحياة كثيرًا بضغوطها ونسقها المتسارع
لاسيما حين أنتقلت للمدينة، وازداد الأمر سوءًا حين سافرت لبلد أخرى
كثيرًا ما اسأل نفسي في نهاية اليوم
ما جدوى كل ما أفعله وتلك الضغوط التي وضعت نفسي فيها والتحديات التي اشعر كل يوم أن علي تجاوزها
ومع تراكم هذا الضيق أجد نفسي غارقه في كهف مظلم، إلا أن أبصرت النور يومًا وكأنه أتى لامعًا كشعاع أمل من طريق طويل
كانت ليلة عُدت فيها لمنزلي مُنهكًا فنمت على الفور وزارني أبي الراحل في منام
ابتسم وقال جملة واحدة
“تحرك بحرية وإن ضللت الطريق توجه للمسجد”.
استقيظت من نومي وكان الفجر بعد عشر دقائق
فتوجهت للمسجد وصليته في جماعة والحق يُقال شعرت بطاقة ونشاط
وقررت من يومها أن صلواتي الخمس في المسجد، وبدأت اخطط يومي على هذا الأساس.
يرحمك الله يا أبي لم تكن جملتك تعني فقط وأنا صغير، إذا ضللت الطريق في أي وقت وأي عمر توجه للمسجد.