هاجر متولي.
منذ سبعة أعوام مضت، طلب مني أحدهم أن أصف له قلقي ـ بقدر ما استطعت ـ قولت: كله كان لصمتي، ولأنعزالي، ولحساسيتي … إنه عادة تجلب الحرب في رأسي، كالرصاصات التي تود الفتك، إنه الممارسة الغير مرغوبة المتمثلة في معاملة جسدي، وكأنه مسدس ينتظر باستمرار من يضغط الزناد.
لو أملك طريقة أخرى للوصف ستكون ببساطة “وضع الدفاع عن النفس”
كأن عقلي يعتقد باستمرار أني أتشاجر في حانة، أو في ساحة معركة، أو من أعلى مبنى، يفعل عقلي كل ما في وسعه لحمايتي، ولكن المشكلة هي ” أنه لم يتعلم الفرق بين الحماية وتدمير الذات ونوبات الهلع”.
الأمر أشبه بجنود معركة أطلقوا النيران على أنفسهم ـ على سبيل الخطأ فدمروا جيشهم.
إلى الأشخاص الذين رأوني أؤذي نفسي، والذين تابعوني بينما أكافح – مرة بعد مرة – وأنهزم، وسألوني: لماذا تفعلين هذا بنفسك؟
ما أستطيع قوله هو: لو أعرف كيف أمنع هذا، لو أعرف فعل أية شيء خلاف البقاء على قيد الحياة لفعلت، ولكني أجهل العودة لذاتي، وأفقد القدرة على طمأنة نفسي، وأهرب من قلقي لكل موضع يزيده لا يبعده عني، ألا تعتقدون أني لو لم استطع أن أتوقف لفعلت منذ وقت طويل؟
مجرد رحلة أخوضها وحدي كل يوم، أمل أن تنتهي الحرب بداخلي، بجرعة سلام، وطمأنينة روح، وعالم يسكنه البوح، ولذة شوق تكمن في تصريح كلمات… أملة أن الحرب تنتهي يومًا ما.