أميرة محمود
صباح الخير غسان
قلت يومًا “لن تجدي الشمس في غرفة مغلقة”
ولكن البيت الآن بلا نوافذ بلا أبواب، وبلا غرف ولكن أين هي الشمس؟
وقلت “إن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت إنها قضية الباقين .” ماذا إن كان الباقون يمثلون الموت، ماذا إن كان الموت المجازي هو الشائع، والموت الحقيقي هو الشيء الوحيد الواقعي؟
لقد فعلنا بنصيحتك التي تقول “عليك أن تبني من نفسك رجلًا لا يحتاج في اليوم الصعب إلى ملجأ” لكن ماذا إن كانت الحياة كلها من هذه الأيام؟، أليس كثيرًا على رجل واحد؟
قلت “يمكن للأنسان أن يكبر عشر سنين دفعة واحدة في لحظة واحدة وفي موقف واحد” ولكنك نسيت أن تقول أن عشر سنين يكبر فيهم المرء من الممكن أن تكون مجرد عشر لكنه لازال عالقًا هناك في لحظة ما.
سألت عن الليلة الممطرة الراعدة والعاصفة، “تُرى ماذا يفعل في مثل هذه الظروف الرجال الذين يزحفون تحت صدر العتمة ليبنوا لنا شرفًا نظيفًا غير ملطخ بالوحل؟”
أجيبك أنهم ما بين صيام وقيام وجهاد من هذا إلى ذاك، ومع كل ذلك لا يتعللون بالظروف، الرجال عمومًا لا يتعللون بالظروف.
وأسألك الآن عن هذا الذي “قطع على نفسه عهدًا بألا يطلب شيئًا من أحد قط”
هذا الذي ” لا يستطيع أن يحتمل خذلانًا جديدًا، ولو كان خذلانًا تافهًا” لقد خذل من حيث لا يحتسب، أليس كذلك؟ هكذا هي الحياة لقد أخبرتك خذلان مستمر.
ويا غسان لقد صدقت “تسقط الأجساد لا الفكرة” لازالت تسقط ولازالت الفكرة قائمة.
وصدقت خيبتك حين قلت “كنت أعرف منذ البداية، أن كل حب كبير هو مشروع فراق”. فهكذا تمضي الأمور.
ولازال “العالم يسحق العدل بجدارة كل يوم” ولازلنا كما أنت نغسل كآبتنا الكبيرة في فنجان قهوتنا الصغير” ونقول لأنفسنا الشيء نفسه “اصبر يا ولد، أنت لازلت على أعتاب عمرك وغدًا وبعد غد سوف تشرق شمس جديدة”
لكن الغرب احتكروا الشمس.
ولكن لا بأس، ما ضرنـا إذا كنـا أسياد الكون، حتمًا سنستعيدها.