الشيماء أحمد عبد اللاه
هذه الصورة تأخذنا إلى حكاية سحرية عن مكان غامض يتوارى خلف الأبواب المغلقة للمدينة.
هنا تختبئ واحة خضراء سرّية لا يعرفها سوى من يبحثون عن مهرب من صخب الحياة.
الحديقة تبدو وكأنها قطعة من عالم آخر، مكان لم يمسّه الزمان ولم يطالْه ضجيج العمران، إذ تنسجم فيه الطبيعة مع الحداثة، في لقاء بين البساطة والرُقيّ.
تلك النباتات، بارتفاعها وشموخها، تبدو وكأنها حراس لهذا المكان، تمنحك شعورًا بالأمان والعزلة.
بين أوراقها الكبيرة، يتسلل ضوء الشمس برفق، كأنما تهمس بأسرار الطبيعة لمن يصغي.
قد تكون هذه الحديقة قد شُيدت ضمن بناية حضرية، لكنها استطاعت أن تحتفظ بجوّها البريّ، فتلك الأوراق العريضة والنباتات المترامية تُذكّرك بأعماق الغابات.
يمكن تخيّل قصص خيالية في هذه الحديقة؛ لعلّها كانت ساحة لأحداث سحرية، ربما زارها يومًا ما شاعرٌ أو كاتب، استلهم من هدوئها كلمات تروي أحلامه، أو قد تكون مكانًا اجتمع فيه عشّاقٌ سرًّا، فكانوا يكتبون على العشب كلماتهم المخفية، تاركين لأوراق الشجر أن تحفظها عنهم للأبد.
في زوايا هذه الحديقة، تكتشف أن الطبيعة ليست مجرد نباتات، بل هي حياة نابعة، تخبرنا أن الحياة تتجاوز المباني والجدران الخرسانية.
إنها تذكير لطيف بأن الطبيعة قادرة على خلق مساحة من السلام حتى في قلب أكثر الأماكن ازدحامًا، مُلهمةً من يراها بأن يجد السكينة في أبسط الأشياء من حوله.