منة اللّٰه سعد عتمان
فتاة ذات الخَوْدُ جالسة كعادتها لتبدأ قصة جديدة، تنسدل من شَدَف أفكارها المقيدة على صفحات كتاب تتطاير صفحاته بين يديها، كانت هى الراوي دائمًا، كانت تتمنى لو أنها بطلة لإحدى الروايات الخيالية.
تتنقل من مكان لآخر بكلمة من كاتب الرواية، المسافة بينها وبين حلمها بعض صفحات فقط، تحوم بين الروايات وكأنها طير مهاجر يبني عُشه بأوراق الخريف قبل شتاء قارص، وعندما يحين الرحيل يذهب ليبحث عن عُشٌ آخر.
في طريق مليء بأوراق الخريف، تمشي فتاة هائمة تتأرجح بين أفكارها التي تُمزقها إربًا، تتذكر روايتها مع الحياة، تتفقد كل فصل منها وكأنها على أعتاب موتٍ محقق، تسقط دموعها رغمًا عنها على خيبات متتالية.
لا تعلم إن كانت دموعها على أحلام فُقدت، طرق أُغلقت، نجاحات لم يُكتب لها أن تكتمل، أم على خذلان غير متوقع جاء ليُتوج معترك قلبها مع الحياة.
لكن في نهاية الطريق أمطرت السماء وفاحت الأرض برائحة الحياة من جديد، كان إنذارًا لقبها ألا ييأس، وكأن الله يُواسي روحها المتعبة؛ بأن الخير مُخبأ بين تِلك الحرب المستمرة بين قلبٍ مرتعد وعقل لا يقبل الهزيمة.