آية عبده أحمد
كعادتها الأمواج تركض لتُلقي عليّ التحية، وككُلّ مرة أُحيّيها بحفاوة، وأرسل معها بعض الرسائل على أمل أن يأتي ذاك المُنتظر، لكنها تعود بخُفّي حُنين دائمًا، رغم ذلك أنهال عليها برسائل جديدة تحمل شوقي ولهفتي.
أُطالع حولي فلا أجده، وقبل أن تسقط دموعي أسمع البحر يهمس لي: “ستأتي النوارس عمّا قريب”.
فتُبدّد كلماته دموعي، وأعدّ الأيام مجددًا، فقامت ثورة وغيّر الشعبُ ملك البحار، ومن ثَمّ كان الوباء يكشّر أنيابه إلى أن انتشر كالنار في الهشيم.
تلك أعوامٌ عُجاف مضت بتكاسل، بعد أن تركت ندوبًا وجراحًا غائرة في قلوب الجميع، ولكنها بداية النهاية، فجاء خبر الحرب كصاعقة، لا صدّقها أحد ولا فهم أحداثها أحد.
ومن بين ذلك كله كنتُ أسأل البحر دومًا:
– متى ستنتهي الحرب؟
= حين يلتقي كوكبان.
– ونورسي أين وكيف يكون اللقاء؟
= كما قال لكِ في آخر لقاء.
– قال سيأتي الخيرُ عمّا قريب.
= حتمًا سيأتي.
عاد النورس بعد طول غياب، كان خلالها أقرب لها من أمواج البحر، وأبعد من أن يقترب منها، فوجد تلكَ التي من بين كل الوجود خُلِقت له، وبعد أن حان وقت اللقاء، أُذِن للقلبِ أن يفطر بعد صيامه لأمدٍ طويل.
التفتُّ نحوها فوجدتها قد غطّت في نومٍ عميق، وهذه المرة الثالثة أقرأ قصة أسطورة رمال الشواطئ لابنتي ليان، وتنام قبل أن أكملها لها، وفي كل مرة تستيقظ صباحًا، فتسألني عن نهاية تلك الحرب، وعن عودة ذاك النورس، فأُجيبها:
بعض الأساطير مُقتبسة منّا.