ابداعات

( نـدى )

بقلم/ نـدى سُليمان

 

وكيف لي أن أحكي عني !

الذكريات تتسارع وتصتدم ببعضها لتخرج كلها دفعةً واحدة فتنهار قبل أن تصل ..

 

دعوني أُجرب وأستعر من الزمن وقتًا قصيرًا لا يتناسب مع حجم المُعاناة ولكن يليق بخفة مروري ..

 

لا بد أن أكون متفائلة جدًا ولا أقصُص مأساتي على القرَّاء فلأُخبرهم أنه هناك ما يستحق أن نحيا من أجله وأن الأحلام تتحق والأحباب لا يرحلون وأن البشر قلوبهم طيبة ورقيقة كقطرات الندى ..

وأوفياء ولا يغدرون أبدًا ..

 

وأنه في ليلة شتاء كدتُ أن أطير من شدة السعادة وأجنحتي كادت تلمس السماء وحاوطتني رموشٌ أُحبها ..

التفَّت الطمئنينة حول قلبي ونمتُ ملئ عيناي..

 

لا داعي من ذكر الخيبات وغصة الحلق التي تلازمني فلنقصُص ما نرجو فلرُبما يحدث، ولعل ذِكرنا لأمانينا تجرها إلى واقعنا ..

 

إذا تحدثت عن (ندى) فسأكتب أنها المعنى الخام للطمئنينة لكل من اقترب منها، عقلٌ ناصح وقلبٌ يحمل البراءة على كفيه ..

 

وِلأُخبِر عن فتاة على رقتها صلبة 

وعلى شدة حساسيتها مُتزنة وعلى فرط مشاعرها يتحكم بها عقلٌ واعي ..

 

يدين مُرتعشتين وقلبٌ يسع الكون بأسره ولا يسعه سوى مساحة ضيقة في السجود ..

يُأمِّن من حوله ويدور يبحث عن أمان ولا يجده ..

فتاة تصيح في وجه الحياة كل يوم أنني لا زالتُ هنا أحيا وأنسج من رحم المُعاناة ابتساماتٌ تليقُ بي ..

 

وعينايَ على نافذةٍ الأمل تترقبا صباحًا تُشرق فيه أُمنياتي وليلة شتاء تُلامس فيها أجنحتي السماء، وتلتف الطمأنينة حول قلبي وأنام ملئ عيناي ..

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!