ابداعات

عهود منقوضة

أحمد مصطفى 

 

أي عهد وأي معنى؟

عهدي بأناس كانوا كل حيلتي؟

وبعدئذ أصبحت بلا حيلة؟

أم عهد الأرض التي أعيشها؟

كبلفور مثلا

أي عهد وأي معنى 

وهل يكون للعهود جدوى

إن كانت شفهية؟

لنقل أصبحت ورقيّة

من يحلّ أمر القضية 

ومن يقتلع من جسدي الشظية 

ومن يموت بدلًا عن ابني 

وتلك الصبية 

وكاسات الذل والمحنة 

من يتجرعها ويستسيغها 

من يعود بالزمن سنة وما يزيد

حتى يعود أطفالنا أطفالًا

وتظل النساء نساءً

ولكن الرؤساء 

هل إن عاد الزمن 

وجئنا للسابع من أكتوبر

هل يحرّك أحدهم رقبته؟

هل يفدينا أحدهم بذخيرته؟

أم سنظل شاخصي الأعين

نتابع عرض القذائف المسرحي 

وهم يتمتعون بأموال الصمت 

وهم يتجرعون كؤوس الخيانة 

بكل فخر ومشاعرَ تخلو من الكبت 

 

عهد الطفولة لا يعود

وعهد الشباب نعيشه نقضًا للعهود

ولا نعلم إن نجونا للمشيب 

هل يظل في الدنيا معنى للوعود؟

كان لي حبيبة 

وكان لي رفيقة 

وكان لي ابنة وعجوزًا وحقيبة 

كان لي بيتًا وحديقة 

والآن، حتى نفسي لم أعد أعهدها 

رحل عني كل شيء عدا الحقيبة 

حتى أضع فيها أشلاء كل ما سبق 

ذلك العهد وتلك الحقيقة 

أن عروبتنا شرايينها مملوءة 

وقلبها يضخ بكل قوة 

الخيانة والخذلان 

عروبتنا شرايينها نقود

والقلب يعترف بأفعالٍ

قام بها أصحاب الأخدود

ألم تُقرأ على مسامعهم سورة البروج؟

ألم يعهدوا آية في سورة الإسراء؟

أن العقبى لنا، أن العقبى لنا 

أم أنهم ما جاءهم حقيقة إبليس 

حقيقة الشهوات والانصياعات 

كلٌ يحاسب على عمله على حدى 

ولن يُترك الإنسان سُدى 

وكل من لم يقرأ حقيقة الدنيا

وعهود إبليس الدنيّة

سيسمعها في آخرة الدنيا 

حينما يشهد علينا كل شيء

حين يقول الطفل منّا:

أخبرتمونا أن الأقصى أقصانا 

وأن الأرض لنا جميعًا ومرعانا 

فلِم لم تصل جنودكم أقصانا؟

لِم لمْ يحرّر مصلانا؟

ولِم ينام اليهود في أرضنا 

وينهشون بالقذائف أجسادنا

لِم ولِم ولِم

مللتم قضيّتنا

وتنازعتم أمرنا

وتثاقلتم في عزمكم إلينا 

فأصبح الحرّ منّا شهيدًا 

وأصبح الأسير يُعذّب عذابًا

ربما تكون أيّها المطبّع به سعيدًا 

 

-رسالة من صغير وكبير فلسطين، فإنها تنجب رجالًا لا يعرفون للطفولة معنى.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!