إسماعيل السيد
ذات مطرٍ ما
استيقظ البحر، يرتدي أسماكه العفوية، شاله العشبي،
سرواله المُحاك من رملٍ منفتح الخيال
فرك موجه،
يستأذن الحُلم المُتعثر بالغياب، أو اختزان ما تبقى من نوافذ لم تطأها الريح بعد
استيقظ البحر،
فرك جسده العاري، بالماء
عندها،
هبلت مياهه بشرنقة،
وتفتحت أنتِ.
صديقتي الرائعة،
كان من حسن حظ القصيدة أنكِ كنتِ منشغلة بشيء ما، بحُلم ما
حين تجرأت
بكل صمت، أن تقول كلامها لغةً من التوهان.
من حسن حظ مُدننا الضيقة، أنها تملك من النساء “أنتِ” قيثارة تنفس اتساعها في الفضاء،
و تتبعثر موسيقاها نشازًا فوضوي، يمنح الشعراء الطريقة المُثلى؛
لفك أحجية الفصول الأربعة،
وسر انكماش الوقت في القبلات،
ولماذا تزرق السماء كلما لمحت طيورًا تنقر الأشجار بالترحال؟
من حسن حظ
المساء أنه بلا أزرع، وإلا لانكمشت أياديه، كلما ركضت فتيات ابتسامتكِ،
ما بين طاولة ومقعدًا فارغ،
أو بين شجرة، وسائحًا عابر،
أو بين فنجان .. ونميمة تطلقها الغرفة .. وتزيدها ماءً صبية من الزنجبيل.
قال الله كن …ثم كنا
لكنه حين مد أصابعه نحوكِ، قال كوني زجاجة من سلام.
وكنا،
بشرًا من جرائم،
من حروب،
ومن مذاق تفاحة أضحت سمًا، وأعطتنا التمرد عن حديقتنا.
وكنتِ،
من حصدت ندوب الأرض؛
لتُطعمنا السلام.