هاجر متولي
لأنّ الوقوف ليس خيارًا متاحًا لمواصلة الحياة؛
أركضُ … ولأنّ السير ببطء نهاية حتمية؛ أركضُ..
لأنّ السير بسرعةٍ ليس إلا تقديماً للنهاية؛ ولأنّ الحياة أيضاً تركض؛ ولأنّي أريد تسليم نفسي للنهاية من أجل عقاب أقل؛ ولأني أريد نقش الخاتمة بيدي؛ أركضُ.
لأنّ بساطَ الأرض من تحتي تجرّه الأقدار؛ أركضُ… ولأن الحياة جهازُ جري؛ لا أملك إلّا أن أركضُ… أركضُ بشراهة، أركضُ بإعياء، أركض فارغة من أي رغبة… حتى في منامي، في حلمي، في شرودي … أركض، وحين لا أفعل شيئًا أبدًا، ولا أريد مواصلة الركض … لا أركضُ طمعًا في الوصولِ، ولا أملاً بالتقدّمِ … أركضُ؛ لأبقى في مكاني.
تُعجبني فكرة أنني أتغيّر باستمرار، أعني أن تفاجئني نفسي كل مرة، وكأنني أكتشف كينونتها كل يوم بشكل مختلف، أحب نفسي قبل سنة، و قبل يوم، وسأحبها غدًا، وبعد غد،
وهذا لا ينفي معاركي اليوميّة معها؛ بل أحبها لأنها نتاج هذه المعارك، ما زالت تُحاول.
في الحياة تجمعنا صدف رائعة، وقد تفرقنا أعذار تافهة… في الحياة ستدرك أن هناك دور لكل شخص تقابله البعض سيختبرك، والبعض سيستخدمك، والبعض سيحبك، والبعض سيعلمك وأهمهم من يخرج أفضل ما فيك في الحياة.
فلا تجعل قلبك مثل النهر يشرب منه من يشاء… أجعل قلبك مثل البحر لا يشرب منه إلا الغارق فيه.