ابداعات

لحظة بألف!

بقلم – جلال الدين محمد:-

 

هل حقًا فعلتُها؟! ذلك الحلم الذي سعيت وراءه سنوات وسنوات، وضحيت لأجله براحتي، وأنفقت في سبيله كل ما كنت أكدح طلبًا له، يسطع اليوم كالبدر في ليلة تمامه وينير في سمائي.

الابتسامات التي تحاوطني، والتبريكات المنهمرة كالسيل على مسماعي، تأتيني لأني حقًا فعلتها! لا أعرف لماذا لا يمكنني الاستيعاب أم أن اللحظة أصابتني بشيء من الجنون، ولكن كم يباغتنا النجاح بحق.

تستيقظ من النوم بشكل عادي ولا تعرف أنه اليوم الموعود، فهو بالنسبة لك جولة جديدة من السعي، الذي صار ما تُعرف به حياتك. ترتدي ملابسك وتُحلق كالطير الباحث عن رزقه في غابة كثيفة أشجارها.

تُقذفك الحياة من مواصلات تجد نفسك محشورًا فيها كل يوم، لمحاضرات تتلقى فيها العلم، لواجبات عليك القيام بها، وعمل تدعم به ذاتك فقد كبرت ويجب ألا تُثقل كاهل أسرتك، وسفر لا ينتهي يجعلك تشعر وكأنك عالق في اللاشيء.

يا الله، فكيف هي الجنة إذن؟ نُعاني في الدنيا طويلًا وحين يكتبها الله لنا تكفي غمسة واحدة فيها لننسى أي كد أصابنا في الفانية. أريد الرد على هذه الرسائل والتهاني ولكن اعتقد أنه قد علق فمي على هذه البسمة البلهاء.

أنا ما حلمت به منذ طفولتي وتخيلته كل يوم أمام مرآتي. ما قبلت لأجله بوظيفة لا أحبها، وتقاضيت أجرًا بالكاد يكفيني، ما ضحيت في سبيله بملابس تمنيت لو اشتريها، وابتعت بدلًا منها دورة تدريبية تزيد كفائتي.

تحقق ما امتلأ وجهي دموعًا وانا اطلبه من ربي ساجدًا بين يديه، وصارت كل تلك المشقة من الماضي، كأني لم أذق طعم المرارة أمس.

لحظة الفوز بألف ألف لحظة من عناء السعي، ولو استيقظت غدًا وجدتني في بداية الطريق، وكان ما وصلت إليه محض حلم صاغه لي عقلي الطموح، فسأقدم ما بذلته مجددًا، نعم سأفعلها وبكل حب.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!