إسماعيل السيد
على نافذة الغياب،
لا تزال قدماي هناك ثابتتين،
على رصيف خطاكِ،
تراوحان أحيانًا لكسر الملل.
عيناي مسمرتان
على تلك النافذة البلهاء،
تنظر إليَّ بسخرية،
تقهقه انتصارًا،
وأحيانًا غرورًا.
أقلب بصري بين الشرفة
الهزيلة الجائعة لتقاسيم
وجهكِ الطفولي،
البريء تارة،
وتارةً امرأة لعوب،
بدهاء نساء يوسف
الجامحات.
أعاود النظر إلى نافذة
قلبي المؤطرة بكِ…
يغادرني الوقت متسللًا،
ويجثو الليل على
أهدابي… أطرده
بأغنيةٍ…
تتقاذفني لعنات جارتكِ
العجوز الهرمة،
يصدح ضجيج موسيقى
عشاقكِ الفارهين،
المتعبين من تخمة الحياة.
تلسعني برودة تشرين،
أبحث عن شالكِ القديم،
لأحتمي بأنفاسكِ المشبعةِ به…
تزاحمني روائح سجائرهم،
تصدمُني الناس المهرعة،
تجتازني بقوة،
وما تزال لعنات جارتكِ
تنصبُّ سيلًا على كل شيء.
تختلس نظراتٍ من خلف نافذتها
العطشى، تروي بعض قصص
غرامها لببغائها الأحمق
الأخرس.
تتمنى ليلةً من لياليكِ
الحمراء، المترعة بالحب،
لتروي عطشها القديم.
أغفو على نعيق البوم،
أصحو فجرًا…
لأجد نافذتكِ قد غادرت
عالمي الموغل بالأمنيات
الوقحة.
غابت بعيدًا عن ناظري،
وما زالت جارتكِ تعدو
خلف أمنياتها
العالقة خلف نافذتكِ،
وما زالت قدماي مسمرتين
هنا، تحت أطلال نافذتكِ.