ابداعات

قضبان

أحمد مصطفى

بلا قيود
أعيش ولكني مفقود
في خبايا الحزن والوحدة

بلا جروح
أخطو وكلي ثقة
ولكن عظامي فُتّتت خذلانًا
وأُشربت كأس المرارة عصيانًا
ولم أجد أنيسًا
إنسانًا كان أو حيوانًا

أعيش بلا قيود
ولكنني وضعتُ كفني بجانبي
فإنني أخشى ألا أستيقظ كل يوم
ربّما تأتيني الملائكة
فيسترون ذلك الميّت
ويُسأل
فالبشر لا سؤال إليهم
وإن، فلا إجابة
وكل ساعاتهم
لا يوجد بها ساعة استجابة
هم تمثيل صغير
لكل طفل صغير
لم يحظى بتجربة الغابة

فتحت قاموسي
وراجعت أوراقي
أريد أن أكتب كلمة
تعبر عن احتراقي
دونما أعترف أنتي احترقت
فلم أجد غير صورة شخصية
عليّ أن ألتقطها
حتّى تبرز هالاتي السوداء
ولكن ما الذي يبرز
دواخلي البيضاء
التّي لطّخها البشر بقذاراتهم؟

أمرّ بين القبور
وأجلس معهم
أقول لهم
أن بيننا تراب
ولكنني أستمع إليكم
وأدعو ربكم
وأخشى اللقاء مثلكم
ولكني ما وجدت جليسًا مثلكم
أحدّثه ولا يحكم على مشاعري

ستظل أسمى معاني الوحدة
تلك التي يختارها المرء بذاته
حتى يكتشف طيّاته
ويا لبؤسه
أن يرى بداخله
حربًا عالميةً ثالثة
ولم يُطلق رصاصة شرف واحدة
ولكنه كان الطلقة
التي استخدمها الكل لقتله
وما فلحوا

ولكنهم فلحوا
حينما أدرك وحدته
حينما أدرك أن العالم أفسده
ولكنه لم يفسد العالم
ولو بكلمة!


مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!