✍️ سلمي سعيد
يصادف اليوم 23 فبراير ذكرى وفاة الفنانة الراحلة ثريا فخري، التي اشتهرت بدور “الدادة” في الأفلام المصرية، حيث لم يُطلق عليها أي اسم آخر في أعمالها. رحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم عام 1966.
وُلدت ثريا فخري في 3 أغسطس 1905 بمدينة زحلة اللبنانية، في أسرة يهودية متوسطة الحال، وانتقلت إلى مصر مع والدها، حيث التحقت بفرقة علي الكسار وشاركت معه في أكثر من 30 مسرحية.
خلال مسيرتها الفنية، ظهرت في ما يقرب من 150 عملاً سينمائيًا، وحققت شهرة واسعة بأدوارها المميزة، خاصة دور “الدادة” الذي أصبح علامتها الفارقة، مع قلة من الأدوار المختلفة التي قدمتها.
تزوجت ثلاث مرات، أولها من محاسب الفنانين بمسرح الكسار محمد توفيق، ثم من شاب مصري يدعى نبيل دسوقي، واستمر زواجهما عشر سنوات حتى وفاته بمرض خبيث، وأخيرًا من الممثل فؤاد فهيم، الذي كان ثريًا وترك لها ثروة كبيرة قبل وفاته، لكن لعدم وجود وريث لها، آلت هذه الثروة إلى وزارة الأوقاف بعد رحيلها.
اتجهت ثريا فخري إلى العمل كومبارسًا في السينما، وظهرت في العديد من الأفلام، من بينها: فتاة متمردة، رجل بين امرأتين، الورثة، رباب (1942)، الشريد (1945)، الحب الأول، الخير والشر، الخمسة جنيه، عادت إلى قواعدها (1947)، لبناني في الجامعة، أسير الظلام، خاتم سليمان، القاهرة بغداد، زهرة، كانت ملاكًا، ست البيت، المصري أفندي (1950)، معركة الحياة، كيد النساء، طريق الشوك، وداعًا يا غرامي، طيش الشباب، شباك حبيبي، قلبي على ولدي، مكتوب على الجبين، أقوى من الحب، المال والبنون، مرت الأيام، عزيزة، دايمًا معاك، حكاية حب، لوعة الحب، الليالي الدافئة، كما شاركت في الفيلم الأمريكي السهم الذهبي عام 1960.
بعد وفاتها، نُشر منشور أثار الجدل، حيث روى مؤرخ لبناني يدعى أسد رستم، متخصص في الكتابة عن اليهود، أن والد ثريا فخري كان يهوديًا متخفيًا تحت ستار تجارة الأقمشة، وجاء إلى مصر هاربًا من لبنان بعد كشف أمره، مدعيًا أنه كان يتبع جماعة صهيونية مسؤولة عن التخريب في لبنان آنذاك، وزعم أن ثريا فخري سارت على نهجه.
رحلت الفنانة الكبيرة، لكنها تركت إرثًا فنيًا حافلًا سيظل خالدًا في ذاكرة السينما المصرية.