منة اللّٰه عتمان
مؤلم أن تجاهد نفسك في زمن كثرت فيه الفتن، زمن قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم: “يأتي على الناس زمان القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر”،
وأن تجد قلبك يتأرجح بين الصبر والتعب، وتثقل عقلك الهموم كأنها جبال، لكن تذكر قول الله تعالى: “إن مع العسر يسرا”.
انهض، وجدّد نيتك، واستعن بالصلاة؛ فهى كانت راحة النبي صلى الله عليه وسلم، إذ قال: “أرحنا بها يا بلال”.
وانفض عن قلبك غُبار الهموم، وتذكر أن ذكر الله علاج القلوب، قال تعالى: “ألا بذكر الله تطمئن القلوب”.
لا تجعل الماضي يسرق حاضرك، فما كُتب قد وقع، وما أراده الله لك سيأتيك في وقته، قال ابن القيم: “من أدمن قرع الباب، يُوشك أن يُفتح له”.
أيُعجز ربك الذي يقول للشيء كن فيكون، أن يُبدل حالك في لحظة؟
لا تيأس من روح الله، فقد قال سبحانه: “إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون”.
اطمئن، فأنت في معية الله، وتحت كنفه، وتذكر أن من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجًا، ومن كل ضيق مخرجًا.
اللهم طمأنينة تغمر الأرواح، ورحمة تبرد على القلوب، ونورًا يشق ظلمات الألم، وجبرًا يدهش أهل الأرض والسماء.
اللهم لا تجعلنا نُؤذىٰ، ولا نُهان، ولا نُكسر، ولا نشقىٰ، ما دمنا نحيا برحمتك وتحت لطفك.
اللهم ارزقنا الرضا بقضائك، والصبر على بلائك، وحسن الظن بك في كل حين،
وثبّتنا على الحق، واجعلنا ممن يُقال لهم يوم القيامة: “سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار.