✍️رشا لاشين
في أمسية استثنائية اختلط فيها الفن بالتاريخ والسياسة، نظّمت السفارة الروسية بالقاهرة احتفالية كبرى بدار الأوبرا المصرية بمناسبة اليوم الوطني لروسيا، بحضور نخبة من الوزراء المصريين، من بينهم المستشار محمود فوزي، وشريف فتحي، والدكتور شريف فاروق، والمهندس محمد شيمي، إلى جانب عدد من السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي وكبار الشخصيات العامة.
أحيت الليلة فرقة “كوستروما” الروسية العريقة للفنون الشعبية، بمشاركة مميزة من فرقة رضا المصرية، في عرض خيالي مزج بين التراث الروسي العميق والفلكلور المصري الساحر، حيث استعرضت كوستروما على مدى ساعتين ملحمة فنية تسرد تاريخ روسيا منذ دخول المسيحية مروراً بالعصور القيصرية وما قبل الثورة وحتى أول رحلة فضائية في التاريخ، مع لوحات تحاكي حياة شعوب القوقاز وسيبيريا، وملامح من التعايش بين الأعراق والأديان.
تميز العرض باستخدام تقنيات بصرية مبتكرة، وأزياء مبهرة، ولوحات راقصة تخاطب المشاعر والوجدان، ما جعل الجمهور يعيش تجربة بصرية وروحية متكاملة على خلفية شاشة عرض تفاعلية. العرض الذي جال في 27 دولة أمام ملوك ورؤساء، حقق أكثر من 7 ملايين مشاهدة، ويُعد من أبرز عروض الفرقة التي تقدم أكثر من 80 عرضًا سنويًا.
وفي كلمته، وجه السفير الروسي بالقاهرة الشكر لوزارة الثقافة ودار الأوبرا المصرية على استضافة الفعالية، مؤكدًا على عمق العلاقات الثنائية بين مصر وروسيا، ودور روسيا التاريخي في مواجهة النازية والاستعمار، معتبراً أن روسيا اليوم تواجه نفس القوى المهيمنة المتمثلة في حلف الناتو، الذي “بدأ بالتمدد إلى حدودنا ودفع أوكرانيا لحرب بالوكالة”، على حد تعبيره.
وأضاف السفير أن “رغم أكثر من 29 ألف عقوبة فُرضت علينا من الغرب، إلا أن الاقتصاد الروسي واصل النمو بفضل قاعدته الصناعية والزراعية، وبالأساس بفضل الروح القوية للشعب الروسي التي لا تلين”.
من جانبه، عبّر شريف جاد، رئيس جمعية خريجي الجامعات الروسية والسوفيتية، والأمين العام لجمعية الصداقة المصرية الروسية، عن سعادته بهذه الليلة المميزة، مؤكدًا أن التعاون الثقافي المتزايد بين البلدين، وخاصة مع أكاديمية الفنون وفرقة رضا، يعزز الجسور الشعبية بين مصر وروسيا.