مقالات

الضربة الإيرانية على تل أبيب : هل انكسرت كل الخطوط الحمراء في الشرق الأوسط؟

✍️ يوحنا عزمي 

“إنها لحظة تحول لا رجعة فيها” بهذه العبارة وصف خبير عسكري غربي ما جرى فجر اليوم ، حينما فتحت إيران بوابة الجحيم على إسرائيل بإطلاق أكثر من 150 صاروخاً باليستياً وطائرات مسيرة انتحارية ، استهدفت قلب تل أبيب وقواعدها الحيوية.

لأول مرة منذ حرب 1973 يتلقى العمق الإسرائيلي هذه الضربة المباشرة ، وفي سابقة خطيرة لم تنجح القبة الحديدية ومقلاع داوود في اعتراض جميع الأهداف رغم مشاركة 5 أنظمة دفاعية من أمريكا وألمانيا في حماية الأجواء الإسرائيلية.

لماذا الآن؟

رد إيران على الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قادة من “فيلق القدس” في دمشق قبل أيام لم يكن تقليدياً هذه المرة.

المعادلة تغيرت ، والحسابات تبدلت .. طهران أرسلت رسالتها للعالم:

 “لسنا سوريا ولا العراق .. أي مساس بقيادتنا سنرد عليه في قلب تل أبيب.”

ومن خلف هذا الرد يقف الحرس الثوري مدعوماً بتفاهم روسي – صيني ضمني ، وغطاء من حلفائه في المنطقة.

إسرائيل في الزاوية الحرجة

الخيارات أمام إسرائيل اليوم محدودة ومكلفة :

1. رد شامل على إيران : قصف مواقع استراتيجية في طهران وأصفهان وربما نطنز النووية.

2. اغتيال رؤوس الصف الأول للحرس الثوري بعمليات استخباراتية خاصة.

3. فتح جبهة الجنوب اللبناني عبر ضرب حزب الله لمنعه من الدخول في الحرب.

لكن أي قرار إسرائيلي سيُقابل بردود إيرانية أشد .. وربما بتهديد مضيق هرمز وباب المندب معاً ، لتشتعل أسعار النفط عالمياً وتُشل حركة التجارة الدولية.

المنطقة كلها على فوهة بركان

الضربة الإيرانية أرسلت رسائل نارية للعواصم الكبرى :

في الخليج : السعودية والإمارات تستعدان لأسوأ السيناريوهات خشية إمتداد اللهب واحتمالية قصف إيران لمصافٍ نفطية في السعودية أو الإمارات كرد إضافي.

في العراق وسوريا : الميليشيات الموالية لطهران باتت في حالة استنفار قصوى.

في اليمن : الحوثيون قد يغلقون باب المندب بضربة واحدة تهدد الملاحة العالمية.

في لبنان : حزب الله وضع صواريخه في وضع الإطلاق ، بانتظار القرار من طهران.

السيناريوهات القادمة .. نار لا تنطفئ؟

1. سيناريو الحرب الكبرى :

تصعيد شامل يدفع واشنطن ولندن للتدخل عسكرياً ضد إيران مع ضربة إسرائيلية محتملة للمفاعلات النووية الإيرانية.

2. سيناريو الحرب المحدودة :

ضربات متبادلة لبضعة أيام ، ثم تهدئة بوساطة تركية أو عمانية قبل الانزلاق إلى هاوية حرب عالمية ثالثة.

3. سيناريو الاستنزاف الطويل :

حرب مسيرات وصواريخ تمتد لشهور فوق إسرائيل وسوريا والعراق ، مع تدمير جزئي للبنية التحتية للطرفين، وانهيار اقتصادي تدريجي في تل أبيب وطهران.

وماذا عن العالم؟

النفط قد يتجاوز 120 دولاراً للبرميل.

أسواق الأسهم العالمية تهوي تحت صدمة الحرب.

أمريكا تسحب قواتها من قواعد الخليج خوفاً من الاستهداف.

أوروبا تعلن الطوارئ خشية هجمات سيبرانية إيرانية ضد بنوكها وشبكاتها.

بداية النهاية أم مجرد جولة جديدة؟

ما حدث اليوم غير وجه المنطقة. إيران لم تعد تخشى المواجهة المباشرة ، وإسرائيل لم تعد تملك تفوق السماء وحدها. وكل ساعة تمر تقرب الشرق الأوسط من قرار مصيري :

إما حرب لا تبقي ولا تذر .. أو صفقة كبرى تنهي صراع الأربعين عاماً.

اللحظة خطرة .. والعالم كله ينتظر : ماذا ستفعل تل أبيب غداً عند الفجر؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!