ملك كرم الهواري.
نحيك الأيام ونغزلها بخيوطِ الأحلامِ، ننسجُ الأمنيات تحت ضوء القمر ونُسدل ستار الأمل على نوافذنا كُل صباحٍ.
نتأمل حكمة الأقدار بقلوبٍ مطمئنة آمنة أنها في كنفِ اللّٰه لا يمسها الضر معه، وأنَّ اللّٰه معنا، يحفظنا وتُحيطنا عنايته ولو لم نلاحظها.
تعلمنا الأيام كل يومٍ أن لا فارس يخوض معاركه حاملًا اليأس، بل الأمل حليفه، فاليأس إن زار القلوب؛ سرق بهجتها وأسكن فيها الخوف والقلق الدائم.
ما بين الأمل واليأس خيطٌ رفيع، نسير عليه عرجى، ونمضي والأحلام نصب أعيننا، نسير حاملين بين طياتِ أفئدتنا أملًا وقلقًا، تخبطًا وأمنًا، فرحًا وحزنًا، ونحارب اليأس بقلوبٍ تزحف نحو تحقيق الأمنيات، وترجو لو أن تنال ما تبغاه، وألا تثقلها الحياة بأعباءٍ لا خلاص منها.
وإن دعتك الحياة إلى أن تلبس لباس اليأس، وجالت في خواطرك بأن الأمل قد زال في هذه الدنيا اللئيمة؛ فاحذر كذبها، فإن الحياة خدَّاعة، وتريد في كل فنيةٍ أن تنال منَّا ولو كانت كل أمانينا العيش فقط.
وتريث فإن لباس الأمل يكلِّف الكثير، ولا يأتيك بيُسرٍ؛ فابذل قصاري جهدك وامضِ في سبيلك ولا تعبأ بمن حولك ولا بدنياك، فإن كان كلما حولك يدعو إلى اليأس؛ كن أنت سراجًا يُضيء درب الأمل ولو كنت وحدك.
واذكر في ذلك قول عالمنا الجليل الحويني – رحمه اللّٰه -: أنت الجماعة ولو كنت وحدك.
فسِر على بركة اللّٰه وفي كنفهِ آملًا في أقداره وفيما اختاره لك، واترك العنان لروحك بأن يتسللها شعاع الأمل وإن كان الأخير؛ تأمن.