منة اللّٰه عتمان
أحيانًا، لا يُقابَل حبك بالقبول… لا لعيبٍ فيك،
بل لأنك تُحب بصدقٍ لم يعتادوه،
وتُعطي بقلبٍ أوسع من أن تحتويه قلوبُهم الضيقة،
كقنديلٍ مضيءٍ وُضع في كهفٍ لا يعرف إلا الظُلمة… فأنكروه بدلًا من أن يهتدوا به.
ربما كانت روحك أنقى من سُمِّ أنيابهم الغَرَّاسة،
ونواياك أصفى من أعينٍ لا ترى سوى الشك، والخوف، والخبثِ المضغون،
كمرآةٍ نقية يُقلقهم صفاؤها لأنه يُظهر لهم ما يهربون منه.
تظن أنك الخاسر؟
وأنت المكسب الأوفى،
الخيرُ الذي لم يأذن الله أن يُهدى لمن لا يستحق،
ولأنك النور في مواطن لا تحب الضوء،
فيكون في رَفضك نجاتُك، وانتزاعُ حياةٍ من دَرْكِ ظلامهم.
فلا تُقلل من نفسك لأجلِ آراءٍ عابرة،
ولا تُحمِّل قلبك ذنبَ نقائه،
فكثيرٌ من النعم لا تُفهَم،
فتُقابَل بالرفس بدلًا من الاحتضان.
فاصمد… وامضِ بقلبك كما هو،
نقيًا، كريمًا، لا يُغيره جحود،
ولا تُساوم على صفائك من أجل قلوبٍ لا تعرف النور،
فالله يُخبئ للنقاء طريقًا لا يُضله أحد،
ويُهيئ الأسباب لأنوار الجبر التي إذا حلت تنسى أنك حزنت يومًا، فاطمئن.