فن

“في حضرة الأسطورة: ليلة مصرية روسية في حب سميحة أيوب”

✍️رشا لاشين

في أمسية استثنائية جمعت عبق الفن المصري وأواصر الصداقة الروسية، نظمت جمعية الصداقة المصرية الروسية بالتعاون مع المركز الثقافي الروسي والمركز القومي للسينما، احتفالية فنية وثقافية راقية بمناسبة مرور 40 عامًا على رحيل أيقونة المسرح العربي سميحة أيوب، سيدة المسرح العربي.

شهدت الأمسية حضور عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم:

د. إبراهيم كامل رئيس الجمعية، السفير عزت سعد نائب الرئيس، دينيس برونيكوف القائم بأعمال مدير البيت الروسي، د. أحمد صالح رئيس المركز القومي للسينما، أمل عبد المجيد مديرة مركز الثقافة السينمائية، الإعلامي خالد شبانة نائب رئيس قطاع قنوات النيل المتخصصة، والمخرج المسرحي د. مختار يونس. وأدار الأمسية الكاتب والإعلامي شريف جاد، أمين عام جمعية الصداقة.

بدأت الفعالية بعرض الفيلم التسجيلي القصير “سيدة المسرح العربي” للمخرج أشرف فايق، والذي وثّق تجربته الشخصية مع الفنانة الراحلة وآخر أدوارها التمثيلية، مؤكدًا أنها رغم تقدمها في السن كانت مخلصة وبسيطة كعادتها، وحرصت أن توجّه من خلال العمل رسالة توعوية لجيل الشباب.

ثم تحدّثت الفنانة القديرة سميرة عبد العزيز عن صداقة العمر التي جمعتها بسميحة أيوب، ووصفتها بأنها كانت “سندها الحقيقي” في بداية مشوارها الفني، وهو ما أكده أيضًا الفنان محسن صبري.

كما تم عرض كتاب “أسطورة المسرح العربي” للكاتب أيمن الحكيم، الذي ضم مذكرات الفنانة الراحلة، وركز فيه على مشوارها الفني والإنساني. وسلط الضوء على علاقتها المميزة بالثقافة الروسية من خلال زياراتها المتكررة لموسكو، وإعجابها الشديد بمنهج ستانيسلافسكي في إعداد الممثل، فضلاً عن تقديمها لأعمال مسرحية لمؤلفين روس.

ولم تغب لمحات الحب والرومانسية عن الحديث، إذ سرد الحكيم كيف كان زوجها الكاتب سعد الدين وهبة يرسل لها يوميًا رسائل غرامية من موسكو، ما زاد من شغفها بروسيا ورغبتها في التعرف على حضارتها. كما تحدث عن علاقتها بحفيدها يوسف، الذي وهبته الكثير من وقتها، حتى أنها أصبحت تشجع كرة القدم من أجله ورتبت له لقاءً مع محمد صلاح.

وفي كلمته، أكد د. إبراهيم كامل أن سميحة أيوب حفرت اسمها في وجدان الجمهور العربي، معربًا عن شكره العميق لأعضاء الجمعية على جهودهم خلال الموسم الثقافي.

أما السفير عزت سعد، فرأى أن ختام الموسم بالاحتفاء بسيدة المسرح هو أجمل مسك، بينما شدد برونيكوف على أن أعمالها الفنية ساهمت في توطيد الروابط الثقافية بين الشعبين المصري والروسي.

واختتم د. أحمد صالح بكلمات مؤثرة، قائلاً إن الحديث عن سميحة أيوب هو حديث عن فن يتجاوز التمثيل، ليصل إلى مرتبة الضمير الوطني الحي، وتجسيد حيّ لصورة المرأة العربية المناضلة والمثقفة.

هكذا، تحوّلت الأمسية إلى مرآة محبة وتقدير، عبّرت فيها مصر وروسيا معًا عن امتنان عميق لسيدة المسرح التي ستبقى ملهمة خالدة للأجيال القادمة من الفنانين والمبدعين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!