ابداعات

الرمادي

محمد الشحات الباهو

 

دقت طبول الياس، ونعق الغراب بالشؤم، والبوم يحلق بالألم، هاأنا هنا ذا لم أمت، في جعبتي سمفونية تخرج ألحانها موت متباطئ، لا زمان مشفق عليُ، ولا حتى أنا بار بنفسي ، مسافر على طريق أنا الغريب والغائب فيه، لا الوجوه تشبهني، ولا التراب يعرفني، مهاجر هاجر في عالم بلا عودة ، الموت يشمت فيه، وينتظر روحي بلهفة ليفترسها بلا رحمة.

 

كل نفس أشتهيه، سكاكيين، تجرح مجرى هوائي ببطئ، ومن كل نسمة هواء أداعبها، هي حشرة تبصق على جلدي طفريات، لتتكاثر بهاتة الروح في كل خلية بفؤادي، أيها المسافر، أي الطريق ؟ وأي ملتقى؟ يداعب أحلامي ليوصلني إلى الأرض الوردية.

 

أحلامي أرض قفر، عذب ماؤها، ضجيج سام، نبتتها فاسدة، وثمرتها ضالة مهيجة لكل فكر سوداوي، وروح عفنة.

 

فؤاد مشتت، ينتظر اللقاء، لقاء ترتجف له الضلوع شوق، وتثلج له جفون العين بالوصال، نبضي لحن أعزف اسمك به…، الأحلام الوردية التي رسمتها لك هي أرض بور، مجرد خط رمادي باهت تعجز عن فهمه.

 

أنتِ أحلام فقدتها، ولكنك لستِ الرمادية الوحيدة، ماذا عن طموح شاهق، كُسر عنقه، أمل لسجين قد مات سجانه، بريق لطائر بين فكي جارح، قلب رمادي يلتهف النور، في زنزانة كلها هجر، الطبول الآن دقت، ليموت الرمادي.

 

الباهو واحد مثلكم حلم، وارتفعت أعناق آماله، فقابلته الريح عبثًا لتدفن رفاته في الأرض السوداء، مت أيها الرمادي، مت أيها الباهي!

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!