ابداعات

اللامعقول

إسماعيل السيد 

 

رن هاتفي في منتصف الليل عندما كنت وحدي في المنزل

 زوجتي وابنتي كانتا تحضران حفل زفاف 

فتحت هاتفي واجبت على المكالمة، أخبروني أن أحد الأصدقاء في المستشفى 

تناولت هاتفي ومحفظتي ولم أجد حمالة المفاتيح بحثت كثيراً لكن دون جدوى

ذهبت لغرفة أبنتي لآخذ مفاتيحها 

بحثت في جميع الدروج لم أجد شيئاً

ثم فتحت خزانتها الخاصة لقد خرجت منها رائحة كريهة تشبه رائحة دواء فاسد منتهي الصلاحية 

بحثت فوق الرف لأجد علبة لحبوب صغيرة الحجم

قد استعمل معظمها

و الكثير من أكياس الشمع 

لقد نسيت صديقي المريض ونسيت أين أنا 

وسيطر علي الغضب .

لم تبقى فكرة سيئة إلا وسكنت خاطري 

ماذا يحصل وماذا تفعل فتاة في السابعة عشر من عمرها بحبوب منع الحمل 

ولماذا تخفي هذه الكمية من الشموع في الخزانة مع إننا نملك مولد طاقة 

انتظرت حتى عادت مع أمها 

شددتها من يدها إلى غرفتها وأقفلت الباب 

وسألتها ما هذا فقالت حبوب 

فقلت بغضب وماذا تفعلين بها 

أجابت بهدوء بصوت يصاحبه الحزن زوجي يرفض المزيد من الأطفال 

زوجك والمزيد من الأطفال ماذا تهدين وأنتِ في السابعة عشر وأكياس الشمع في خزانتك ماذا تفعلين

 بها هل تحضرين الشياطين

فقالت بحزن أبي لما لم تتناول دوائك اليوم 

كل مرة تهمل فيها دوائك تقوم بافتعال المشاكل 

ابي أنا في السابعة والثلاثين ولدي زوج هو الآن في الخدمة الاحتياطية واكياس الشمع في الخزانة لأن الوقود منذ شهرين لم يصل إلى مدينتنا 

أبي قلت لك مليون مرة لا تهمل دواء الزهايمر 

الحق على أمي التي انشغلت ابالزفاف ونسيت إعطائك الدواء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!