كتبت – مريم مصطفى
قضت محكمة جنح الجناين الدائرة الثانية، اليوم، ببراءة المتهمين في القضية المعروفة إعلاميًا باسم “مسن السويس”، والمتهمين فيها بالتعدي على المواطن غريب مبارك، وذلك بعد أن أعلنت المحكمة انقضاء الدعوى الجنائية في تهمتي الضرب والسب والقذف، إثر تنازل المجني عليه وتصالحه مع المتهمين بشكل رسمي.
تنازل المجني عليه والتصالح أمام المحكمة
بدأت جلسة اليوم بإثبات حضور المتهمين اللذين حرصا على ارتداء الكمامات، بينما حضر المجني عليه غريب مبارك الجلسة دون أن يدلي بأي تصريحات أمام هيئة المحكمة، واكتفى بالتأكيد على تنازله الرسمي عن الاتهام كما توقع فريق الدفاع.
وأوضح محامي المجني عليه أنه قدم للمحكمة توكيلًا رسميًا بالتنازل عن البلاغ، وذلك ضمانًا للاتفاق الذي تم بين غريب وأهالي المتهمين، مما أسقط الدعوى المدنية والجنائية المتعلقة بتهمتي الاعتداء والسب.
مرافعة النيابة العامة
وفي أثناء الجلسة، استمعت المحكمة إلى مرافعة النيابة العامة، حيث أكد ممثل النيابة أن دورها هو الدفاع عن الحق في وجه الباطل، وعن الضعف في مواجهة القوة، مشيرًا إلى أن ما حدث من اعتداء على مواطن مسن لا يمكن تبريره، حتى مع تنازل المجني عليه عن حقه الشخصي.
ورغم التنازل، قدمت النيابة مرافعة وُصفت بـ “النارية”، أعادت خلالها التذكير بخطورة مثل هذه الوقائع التي تمس كرامة المواطن المصري.
دفاع المتهمين: “الفيديو مجتزأ”
من جهته، أكد دفاع المتهمين أمام هيئة المحكمة أن الفيديو الذي تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي كان دليلًا مجتزأ ولم يُظهر كامل الواقعة، مشيرًا إلى أن موكليه لم يتعمدوا الاعتداء على المجني عليه، وأن ما حدث كان نتيجة استفزاز من الطرف الآخر.
وأضاف الدفاع أن المتهمين أبدوا ندمهم الكامل، وسعوا إلى إنهاء النزاع وتهدئة الأجواء بالتصالح مع المواطن المسن، وهو ما تم رسميًا.
الحكم الختامي للمحكمة
وبعد الاستماع إلى مرافعات النيابة والدفاع، قررت المحكمة براءة المتهمين من تهمة البلطجة واستعراض القوة، مع انقضاء الدعوى في باقي التهم نتيجة التصالح والتنازل، ليُسدل الستار على واحدة من أكثر القضايا التي أثارت الجدل في محافظة السويس خلال الشهور الماضية.
خلفية القضية
تعود تفاصيل الواقعة إلى انتشار فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه مواطن مسن يتعرض للاعتداء من قبل شابين في أحد شوارع السويس، ما أثار غضبًا واسعًا بين المواطنين، ودفع الأجهزة الأمنية إلى التحرك السريع وضبط المتهمين وإحالتهم إلى المحكمة.
ومع صدور الحكم اليوم، طُويت صفحة القضية بعد تصالح الأطراف، في مشهد عكس حرص العدالة على إتاحة الفرصة للصلح دون الإخلال بحق القانون.




