تقرير كتبته/ الشيماء أحمد عبد اللاه
منذ اللحظة الأولى لظهوره على الشاشات، قدّم برنامج دولة التلاوة حالة مختلفة تمامًا عمّا اعتاده الجمهور، لم يأتِ كمسابقة تقليدية، بل كمشروع قرآني كبير يعيد تشكيل الذائقة السمعية، ويمنح فن التلاوة مكانته الرفيعة كما كان في زمن العمالقة من القرّاء الكبار، ولذلك أصبح البرنامج حديث الشارع المصري والعربي، وأحد أكثر الأعمال تأثيرًا في سماء البرامج الروحانية.
ويبرز سرّ نجاح البرنامج في لجنة التحكيم الاستثنائية التي تضم رموزًا من أهل القرآن والعلم والصوت، في مقدمتهم الشيخ حسن عبد النبي، وكيل لجنة مراجعة المصحف الشريف بالأزهر، بخبرته الواسعة في ضبط الأداء وإتقان الأحكام، وإلى جواره الدكتور طه عبد الوهاب، أحد أهم أساتذة الصوت والمقامات، الذي يمنح المتسابقين رؤية فنية دقيقة تعيد تشكيل فهمهم للمقام والمعنى.
كما يشارك الداعية مصطفى حسني بفاعلية كبيرة، مضيفًا بُعدًا روحيًا ووعظيًا يمنح كل متسابق قدرة أعمق على إدراك رسالة التلاو،. ويبرز أيضًا الشيخ طه النعماني، قارئ الإذاعة المصرية ورئيس لجنة التحكيم، بصوته المتفرّد وخبرته الكبيرة في مدارس الأداء، ليشكّل وجوده حجر الأساس في ضبط المستوى الفني للمسابقة.
هذه اللجنة لا تؤدي دورًا تحكيميًا فحسب، بل تقدم دروسًا مجانية في فن التلاوة، وتمنح المتسابقين توجيهات تصنع قارئًا متكاملًا يفهم المقام كما يفهم المعنى، ويصل بالآية إلى القلوب قبل الأذان، ومع كل حلقة، تترك اللجنة بصمتها في عيون الجمهور الذي أصبح يتابع البرنامج وكأنه دورة تدريبية في جماليات الصوت القرآني.
ومع تزايد الإقبال الجماهيري، اتضح
أن “دولة التلاوة” ليس مجرد برنامج ناجح، بل نهضة قرآنية تُعيد للأصوات الشابة ثقتها، وتعيد للمستمع احترامه لمقام التلاوة وعمقها، إنه مشروع يفتح بابًا واسعًا لاكتشاف المواهب من كل المحافظات، ويُعيد لمصر دورها التاريخي باعتبارها مدرسة التلاوة الأولى في العالم الإسلامي..




