ابداعات

*(وما بين نبضة وأخرى، ينبع شيء لا نسمّيه)*

 

هناك لحظة لا تشبه أي لحظة لحظةٌ يتحرّك فيها شيء خفيّ داخل صدرك، كأنه يعرف ما لا تعرفه، ويرى ما لا يصل إليه الضوء.

 لحظةٌ تشعر فيها بأن قدمَيْك تتجهان نحو مكانٍ لم تفكر به ، وقلبك يسير قبلك كأنه يعود إلى شيءٍ كان يعرفه منذ زمن بعيد.

نقف في منتصف الحياة بصلابةٍ نُظهرها للعالم، لكن في الداخل… هناك ارتجافة صغيرة

تهمس:

ما الذي يدعوني؟ ولماذا الآن؟

أحيانًا يلمع إحساس غريب ليس حبًّا واضحًا، ولا خوفًا صريحًا بل شيء بينهما… يشبه النداء. شيء يجعلنا نقترب من طريقٍ لم نخطّط له، ومن أشخاصٍ لم نتوقّعهم، وكأن الروح تعرفهم قبل أن نلتقيهم. وهنا ينبع السؤال الحارق:

هل نختار نحن الطريق… أم الطريق هو الذي يعثر علينا؟

العقل يحصي الخطوات، يبحث عن المنطق والبرهان، لكن القلب…!

القلب يلمح إشارات لا تُرى:

ارتياحٌ غير مفهوم، ضوءٌ صغير في آخر الظلام ، انقباضة لا تعرف سببها، أو دفءٌ يُشبه العودة إلى بيتٍ لم نسكنه يومًا.

وعندها نتساءل بصوتٍ لا يسمعه أحد:

كيف لقلبٍ لا يملك عيونًا… أن يرى حقيقتي بهذا الوضوح؟

ربما القلب يرى الروح…

يرى النقاء، يرى الخطر، يرى القدر.

وربما !!!

وهنا السر ، انه لا يبحث عن الطريق الأسهل، بل عن الطريق الذي يترك أثرًا… أثرًا لا يمحوه الوقت.

إنه يبحث عن تلك البصمة التي تُلصق نفسها بنا، فيغيّر فينا شيئًا خفيًّا، شيئًا لا يعود كما كان.

بصمةٌ تبقى حتى بعد أن نغادر حتى بعد أن ننسى، حتى بعد أن ندّعي أننا أقوى.

وفي اللحظة التي يحاول العقل فيها اللحاق بما يحدث… نكتشف أن القلب كان هناك منذ البداية يقودنا دون أن ننتظر إذنه.

ويبقى السؤال الذي لا يستطيع أحد الهروب منه:

إذا كان القلب يعرف الطريق… فهل نملك الشجاعة لنسير وراءه… مهما أخذنا؟

 

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!