بقلم .. لمياء ابو النجا
مهرجان القلعة: أداء أوركسترا تنمية المواهب يثير الجدل
القاهرة – أقيمت حفلة أوركسترا مركز تنمية المواهب ضمن فعاليات مهرجان القلعة، بتنظيم وزارة السياحة ووزارة الثقافة برعاية دار الأوبرا. ومع ذلك، أثار مستوى الأداء الذي قدمه الأطفال المشاركون جدلاً واسعًا بين الجمهور والنقاد.
جاء الأداء دون التوقعات، حيث لم يكن الأطفال المشاركون محترفين بما يكفي لتقديم عرض يليق بمهرجان كبير مثل مهرجان القلعة. هذا الأمر أدى إلى تلقي الحفل العديد من التعليقات السلبية على وسائل التواصل الاجتماعي. وقد أشار بعض الحضور إلى أن الأداء كان غير متناسق وأن الأطفال بدوا متوترين وغير مستعدين بشكل كافٍ.
تعرض الحفل لانتقادات واسعة من قبل المتخصصين الموسيقيين والمستمعين العاديين على حد سواء، نظرًا للمستوى غير المرضي للأداء. ومع زيادة عدد المشاهدين، تزايدت التعليقات السلبية. بعض التعليقات كانت قاسية، مما أثار قلق الأهل والمربين حول التأثير النفسي لهذه الانتقادات على الأطفال.
انقسمت وسائل التواصل الاجتماعي وحتى المتخصصين في الموسيقى إلى فريقين؛ فريق متعاطف مع الأطفال، يرى أنهم بذلوا جهدًا كبيرًا ويحتاجون إلى الدعم والتشجيع، وفريق آخر ينتقد الأداء ويرى أن الأطفال لم يكونوا مستعدين بشكل كافٍ للمشاركة في حدث بهذا الحجم.
المسؤولية
يرى البعض أن المسؤولية تقع على مركز تنمية المواهب ودار الأوبرا، حيث وضعوا الأطفال في حفل كبير ومذاع وهم لا يزالون هواة وفي مرحلة التعلم. كما تعرضت قناة الحياة التي غطت المهرجان لانتقادات لعدم تنويهها بأن الأطفال هواة، مما زاد من الضغط النفسي عليهم. وقد أشار بعض النقاد إلى أن هذا النوع من الفعاليات يجب أن يكون مخصصًا للمحترفين أو على الأقل للأطفال الذين لديهم خبرة كافية في الأداء أمام جمهور كبير.
أشار بعض النقاد إلى أن مستوى الأطفال لم يكن جاهزًا للمشاركة في مهرجان بهذا الحجم، مؤكدين أن اختيار الأغاني الصعبة كان خطأ من المسؤول عن تدريب الفرقة، مما عرض الأطفال لضغط كبير. وقد أضاف بعض الحضور أن الأطفال كانوا بحاجة إلى مزيد من التدريب والتوجيه قبل المشاركة في حدث بهذا الحجم.
لا يمكن تجاهل الأثر النفسي السلبي الذي قد يتعرض له الأطفال المشاركون في مثل هذه الفعاليات الكبيرة. عندما يتعرض الأطفال للنقد اللاذع والتعليقات السلبية، قد يشعرون بالإحباط وفقدان الثقة بالنفس، مما يؤثر سلبًا على تطورهم النفسي والعاطفي. وقد أشار بعض الأخصائيين النفسيين إلى أن هذه التجارب يمكن أن تترك آثارًا طويلة الأمد على الأطفال، مما يجعلهم يترددون في المشاركة في الأنشطة المستقبلية.
يجب على الأهل والمربين أن يكونوا على دراية بالتأثيرات النفسية المحتملة لمثل هذه التجارب. من الضروري تقديم الدعم العاطفي للأطفال وتشجيعهم على الاستمرار في تطوير مهاراتهم دون الخوف من النقد. كما يجب توجيههم لفهم أن النقد جزء من عملية التعلم والنمو.
أهمية البيئة الداعمة: توفير بيئة داعمة وآمنة للأطفال يمكن أن يساعدهم على تجاوز التجارب السلبية. يجب أن يكون هناك توازن بين تقديم الفرص للأطفال للمشاركة في الفعاليات الكبيرة وبين التأكد من أنهم مستعدون نفسيًا وعاطفيًا لمواجهة التحديات التي قد تنجم عن ذلك.