ابداعات

يا الله

بقلم_ يارا فيصل

 

كلمة تلفظت بها طفلة لم تبلغ من العمر سوى الخمس سنوات، بعدما فقدت والديها، وكأنها تعلم أنّ لا ملجأ لها سوى الله.

 

أصبحت تهرول هنا وهناك، باحثة عن أهلها وهي في قمة الفزع، لا تعلم ماذا يحدث، وهي تقول: ” يا الله يا الله” تبكي بشدة ولم تتوقف عن قول هذه الكلمة.

 

عندما رأيتها هكذا، انفطر قلبي لدموعها، وأصبحت دموعي تنهمر، والحزن خيم عليّ، ولكنني عاجزة عن فعل أي شيء. كيف أساعدها؟ تمنيتُ لو أنني كنت معها، لأقوم باحتضانها وأهون عليها، لكي تشعر بالأمان والحنان، ولو لبضع لحظات.

 

 وكيف لها أن تشعر بالأمان؟ وهي كل يوم تسمع أصواتًا، تخلع الفؤاد من مكانه، ولكن ما طمأنني عليها أنها في معية الله، يحرسها ويرعاها.

 

ولكن ما زال الحزن يخيم على فؤادي، لِمَ يحدث ونحن لم نشعر بأي شيء، ألم ترق قلوبكم لدموع هذه الطفلة؟

 

 في أزيل الزمن، كنا نتعاطف معهم ونشعر بالأسى. أما الآن، فقدنا حتى الاحساس، وكأنه صار أمرًا واقعًا؛ فكل العرب في خطر، ولكن ليس خطر هؤلاء العملاء، بل خطر أننا لم ننتفض ولو بكلمة من هذا الجبروت الخادع.

 

أصبحنا نتمتع بحسن المشاهدة، وكأننا نرى فيلمًا، أو مسرحيةً، نتسلى بها. نشاهد الكثير والكثير، نرى دولة خلف دولة تُقصف ، تُهان نساءها، تُسلب حريتها، ونحن فقط نشاهد، وكأننا ننتظر الدولة التالية، ما هذا الجمود غير المحتمل؟

 

سأمت من مناشدتكم، فقررت مناشدة رب السماء بالدعاء، وكلي يقين بأنه سيستجيب، ولن يخذلني، وسيفعل المعجزات، لنصرة وجبر هذه الطفلة. فيا الله، كن معهم، انصرهم، فأنتَ خير نصير.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!