بقلم- جلال الدين محمد:-
منذ أربع سنوات وقعت في شرك أحد العادات السيئة التي كنت أنهى جميع أصدقائي عنها قبل ذلك، التدخين. أصبحت ترى لفافة مشتعلة من التبغ بين أصابعي ورائحته على ملابسي.
هل تعرف عصور الاضمحلال التي كنا نقرأ عنها في التاريخ وقت المدرسة؟ هكذا كنت أنا وقتها، شعوري بالإحباط واليأس، وأن كل ما أريده يرفضني حتى الموت، ربما كنت أنتقم من نفسي بتلك اللفافة المشتعلة لا أعلم.
لم يدم الأمر طويلًا، لنقل عام تقريبًا بمعدل ثلاث سجائر أسبوعيًا ليس بالشيء الكبير، لكن صدري لم ينتهي الأمر بالنسبة له، حتى وأنا أضع لنفسي نظامًا صحيًا، وأعود لمطاردة أحلامي، وأبدأ بالفوز في حياتي، وأطرد اللفافة الملعونة منها للأبد.
أصبحت على موعد مع أعراض حساسية الصدر كل شتاء. دعني أبسط لك الأمر الناس تُصاب بالسعال من وقت لآخر، لكني أوشك على بصق صدري نفسه في كل مرة يهاجمني فيها، فلا مكان للنوم حتى لو كنت مُتعبًا، خطوة الاستلقاء على ظهري وحدها تحتاج للكثير من الجرأة حتى أتمكن من فعلها.
ومن ثم تجد الطاولة مليئة بالعقاقير السخيفة غالية الثمن، حتى وصل الأمر لأعلى درجات الرعب حين كدت أفقد صوتي نفسه جراء دواء خاطيء.
فيا صدري ألا توجد طريقة للجلوس على طاولة التفاوض، ونوقع اتفاقية ما تجعلنا ننتهي من هذا الأمر للأبد، أم سيظل إصرارك على معاقبتي يلاحقني دومًا؟! دعنا نجنح للسلم فهذه الحرب لا يمكنني الفوز فيها بمشروب اليانسون الساخن، ولأكون صريحًا معك فقد سئمت منها ومنك.