ابداعات

” رسائل “

بقلم/ نـدى سُليمان 

 

أعتقد أننا تذوّقنا آلآمًا عِدة، بُترت أجزاء كبيرة من قلوبنا، سقط من أيدينا جميع ما تمسكنا بهِ إلا قليلًا من لطف الله.

 

أيقنا أن رحلتنا فردية، وأنه ليس ثمة أحدٌ قادم؛ فلا أحد يُحب أن يُبحر في ظلام.

 

تهاوينا مرات عديدة مع كل يومٍ فيه فَقدنا أو فُقدنا، دُعست قلوبنا بأقدام الراحلين عن أرضنا، تلحفنا بوحدتِنا ومضينا بأعيُنٍ خالية من الدَّمع.

 

كم كتبنا ومزَّقنا من رسائل، فلم يعُد الوقت يسمح بتبريرٍ أو شكوةٍ أو عتاب، مُبتذل .

 

فمن السَّخف أن تصف ما يؤلمك لمن أحدثه فيكَ ولم يبالي!

 

ودَّعنا أحلامًا أنفقنا عليها أعمارنا، وودعتنا، واستقبلنا أخرى على خوفٍ أن تتسرب من أيدينا دون شعور !

 

 

وبعد هذا كله فلا داعي للقلق، فلنعش إذًا دون خوف، فظني أنه لن يحدث أسوء ممّا حدَث!

 

فلنمضي قدمًا نحو ما نُريد دون تردد فَـفُرص الخسارة كلها حصلنا عليها. 

 

حين ألتفت إلى ما مضىٰ أشعر أنها رحلةٌ طويلةٌ على شخصٍ بعمري، وكأني أركض بدربٍ طويل لا أعلم له وِجهة ولا نهاية، قطعتُ منه مسافة طويلة رُبما ورُبما المتبقي كثير.

 

أرى في نفسي أني لأ أمتلك طاقة حتى لأُكمل ما تبقى ولو كان رائعًا.

 

ولكني على يقين بأن الله يعطي الطاقة على قدر المشقَّة ويمنح الزاد بقدرِ طول السفر ولا يترك عبادَه ضُعفاء أمام واقعٍ شديد.

 

فضعفنا اليوم ليس عيبًا فقد كنا أقوياء زمنًا طويلًا، وللزمانِ كرَّتهُ.

فالقلوب التي تحملت البأس الشديد ليست بهيِّنةٍ ولو هانت.

وهذا الظلام الدامس ليس بعدهُ إلا ضياء.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!