✍️ بقلم/ *انتصار عمار*
أو يموت صوت الماضى
وترتحل الذكريات
و يضيع لحن الهوى
ويختنق صوت الأمنيات؟
أيذبحها الزمن بسكينٍ
بارد على أرصفة النسيان!
و يهدم بيت الأمل
ونصبح أحرفًا محفورة
على جدران السراب
تنساب من بين أصابع
الحاضر، لتمحو آثار
ماضٍ فات!
مطر على غصن الهوى
قطرات، تبكي
تغسل بقايا الحنين
داخلنا، وتزهر
الخيبات!
أو تظن أن الذكرى تموت
ويُدفن معها صوت الحياةِ
ونودع صوت الماضي
ونحيا بلا هوية، وبلا ذات!
كلا، لا تموت ذكرى نبتت
في نهر الحب، ورواها
شوق السنين، ونمت
في بستان الأمنيات.
فللذكرى صوت، يسكن
في الدرب الذي تاهت
فيه أحلامنا
وافترشت أدمعنا الطرقات.
كزخات مطرٍ غارق
وفي أحرف كتبٍ
تخط على
خارطة الزمان
سطور اللقاء
وصدى الأماني حبر
لا يجف، كقطرات ندىً
صباحية، تقبل خد الزهرات.
ويسكن في حقائب الوداع
الملقاة على رصيف الدموع
وفي دفاتر الهوى المسطرة
على أبواب القدر
وجيوب الغيبيات.
وفي عيون الصمت القاتلة
وناقوس الزمن
وتسابق الدقائق
والساعات.
الحبيسة خلف قبضة الزمن
وفي الظل الذي تركته
مرسومًا بأنامل الحاضر
على اللوحات.
وفي صلوات الرجاء
وسجود الدمع
ومدينة الأحلام البالية
وصوت مآذن القلب الباكية
وصداها الذي يُسْكن
صوت الآهات.
وفي بحر الكلمات المسافرة
الراحلة في عيون الصمت
وعلى ضفتي نهر الهوى
وخدي النهار، وسجود الشمس
في راحتي السماء، وحديث قمرٍ
عذبه الجوى
ونالت منه الجراحات.
وبين جدران الفؤاد
ومدن الحنين
ودائرة الاشتياق
وعلى ضفاف الشوق
وكؤوس الصبر الخاوية
ونوافذ تطل على مدن الموتى
وصافرة قطار أملٍ
من بعيدٍ آت.
لا تموت ذكرى، ولن نصبح
مجرد أحرفٍ بكتاب
بل سنكون حلمًا في
كراس الأمل، وسأسافر
في عينيك كل ليلٍ بلا وجهة
بلا دربٍ، بلا اتجاهات.
أحمل حقائب الخريف
الخاوية، وأرقب القدر
كيف يخط آواخر سطور
الرواية، وكيف يُسعدني
بروائع النهايات.
لن تموت الذكرى
ولن تكتحل عين الشمس
بكلمات الوداع
ولن تختفي آثار الهوى
في صحراء اليقين
ولن أقف على حافة الفناء
سأظل أحياك ربيعًا دائمًا
يُزهر، وتشرق معه
شمس البدايات.




