لجين سامح.
الصباح الأول.
كنت رجلًا يهاب الأحلام، لأنها أكبر من أن تسعه، لأن الأيام التي يغرق فيها تعيد نفسها مرارًا وتكرارًا
تطبق على روحه
وتنتزع صوته
الصباح الثاني.
قابلت رجلًا في المرآة، كانت له عينان .. قلب، وضلع بلا رئة
نسيت أنه أصيب بتلف رئوي من البلدة التي تدخّن أعمار الشباب
الصباح الثالث.
إهانة على الدرج..
لأنني فقير، لأن من نصب نفسه علي سيدًا يجلس على كرسيه الجلدي وهو يسحق البيتزا تحت قدميه
“البيتزا باردة أيها ال..”
شتائم لا حصر لها، واعتذارات من قبلي، لأن البيتزا الباردة أهم من كرامة إنسان
الصباح الرابع.
عيد مولدي السابع والعشرون..
لم تشرق الشمس، لم أذهب للعمل، ولم أوصل البيتزا الباردة..
جلست في شرفتي – التي تكاد تسعني-، وأنا أشرب القهوة، الحرية ترف
لأمثالي الذين ولدوا فقراء..
و عاشوا فقراء
طردت من العمل، ولم أستطع التدخين – لأنه بذخ-، لم يكن لدي امرأة أجري نحوها – لأن الزواج حكر على أمثالي-
ولا صديق يربت على كتفي،
فقط باقي قهوة..
وكتاب مستعمل مزقته السنون،
وبعض الهواء المحمل بالغبار
والسماء..
التي قررت اليوم البكاء عليّ.




