ابداعاتخواطر

ثقة مميتة 

طارق صلاح مُلهم

أمست ليلةٌ أخرى من ليالي الشتاء الباردة، فجأةً؛ إذ بي أطالع سقف غرفتي وكأني أتخيل النجوم تشن غاراتٍ عليّ، أصبت بالهلع للمرة الأولى في حياتي، أليس ما ألتحف به هو سبيل للدفء؟ 

ألم يكن مهربًا من المشكلات؟ 

أكان ملاذي الآمن؟ 

توقفت للحظة عن التفكير بسبب شتات أمري، إذ بي أسمع صوت ذاك الصراع العنيف، صراعٌ محتدمٌ لكنه بعييييد، لا أستطيع تحديد وجهته بدقة، صوته بعيد، لكن صداه في كل مكان، له فحيحٌ كفحيح الثعبان.. 

وآخر يناجي باسمي ولا أعرف من يكون؟ يقول لي تماسك يا فتى، لا تنجرّ إلى تلك الهاوية، حينها سمعت دويّ انفجارٍ قويّ، ولكن؛ ما كان ذلك يا ترى؟

نعم؛ إنه قلبي.. 

تجمدت في مكاني، وكأن البرد يخرج من قلبي،

“أين أجد الدفء بعد أن تجمد قلبي؟ “

صحيح؛ أين عقلي؟ مالي لا أسمع صيحاته المتتالية كالعادة حينما آوي إلى الفراش؟ 

كم اشتقت إليه، 

سأبحث عنه وأوبخه.. 

فجأةً؛ رأيت منظرًا مفجعًا، ولكن الغريب في الأمر أني لا أتألم، كيف ذلك؟ 

رأيت تلك الغارات قد أهلكت عقلي لأنه وقف في طريقها، ثم اتجهت لقلبي، وحينما دمرته لم تعد هناك أفكار، ولم يعد هناك شعور.

لحظة؛ السؤال الذي يطرح نفسه؟

أهذا جيدٌ أم سيء؟ 

صحيح أني لا أشعر بالألم الآن، ولكني أيضًا لا أستشعر الفرحة في أي ركن من أركان روحي،

مات كل شيء في ذلك الحين.. 

لم تشرق شمسي بعد أن مات قلبي، 

وكلما أشرقت شمس زماننا 

بدأ يوم جديد لصراع متجدد لا أقوى عليه،

لا العقل يعود إلى ما كان عليه ولا القلب أصبح نابضًا للحياة.. 

تبددت الأحلام

ماتت الأماني

واستُعبد الأمل

واستبدل القلب 

بمضخة ألم متزايدة مع كل ثانية

واختفى النور وساد الظلام 

حتى عم أرجاء عالمي 

لماذا يا ترى؟ 

أكنت أستحق ذلك؟

نعم

إنها الثقة العمياء في شخص مَعْمِيٍّ البصيرة

تراه نجما يتلألأ من بعيد.. 

وتقترب منه لشدة جماله فيحرقك بحرارته

هذا هو الواقع،

 فلا تبتئس.. 

إنه مجرد واقع معاش.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!